Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 02/06/2013 Issue 14857 14857 الأحد 23 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

شاهد عيان

هجران المقاعد الدراسية.. آفة تتفاقم.. ومعالجات تتثاءب!
طلاب الانتساب: ضاع وقتنا ومالنا.. في الفاضي!

رجوع

طلاب الانتساب: ضاع وقتنا ومالنا.. في الفاضي!

تحقيق - راشد الزهراني:

عوضاً عن أن تكون مراكز جذب.. تحولت الجامعات لمرافق طاردة.. تحقن طلابها بالزهد فيما تقدمه لهم من خدمة تعليمية، وتبث فيهم اليأس من كل عون يمكن أن يرتجوه لرسم خطواتهم المستقبلية.

هذا ليس كلامنا، بل هو ما خرجنا به من بعض من التقيناهم من الطلاب والطالبات، حيث أشاروا بأن ترك الجامعة.. لم يعد أمراً محدودًا، بل أصبح ظاهرة واضحة، خصوصًا بين الذين التحقوا بالجامعات بصفة الانتساب، دون أن يعني ذلك بأن الطلاب المتفرغين للدراسة الجامعية.. هم بمنأى عن الظاهرة.

(الجزيرة) حاولت التقليب في بعض صفحات هذا الملف، فالأمر مقلق، ونزيفه يرفع من خسارات الفاقد التعليمي والتربوي، والرؤى فيه تتباين حول الدوافع والمسببات، في حين تتبدى أيضًا ملامح اتفاق كامل، بأن الانقطاع عن الدراسة.. لا يمكن أن يصب في مصلحة الطالب، أو مصلحة المؤسسة الأكاديمية.. أو مصلحة سوق العمل.

زنزانة الإحباط

(أحمد) يبدو مثالاً واضحًا لحالة الفاقد التربوي والأكاديمي، فهو يعمل موظفًا حكوميًا، لكنه ظل يتطلع لتحسين وضعه الوظيفي عن طريق الدراسة، وانتسب بالفعل لإحدى الجامعات للحصول على البكالوريوس الذي يعينه على إحدى وظائف التدريس التي يتطلع إليها: «تركت الجامعة بعد ثلاث سنوات من الجهد المضني، حيث علمت متأخرًا بأن وزارة التربية والتعليم لا تنظر إلى شهادات الانتساب وسط المتقدمين لها، فأصابني الإحباط والندم على ما فات من الوقت، وتركت الجامعة رغم الخسارة المالية التي تكبدتها من رسوم مالية وقيمة كتب وغيرها».

مرفوض من الخدمة المدنية

حسن المحجاني حالة أخرى، فهو طالب انتساب بكلية الآداب علم اجتماع، ورغم أنه ما زال مستمرًا في الدراسة وفي آخر مرحلة، إلا أنه يشكو من رسوم الدراسة ومعاناة السكن وقيمة الكتب: «أخشى بعد كل ما فعلت أن يذهب تعبي أدراج الرياح، حيث نسمع ممن سبقونا بأن شهادة الانتساب لا تقبل في كثير من الوزارات ما جعلهم يضعونها على الحائط للذكرى»!

لكن تجربة بندر عسيري كانت أكثر توغلاً في أدغال الواقع، فقد تخرج في تخصص دراسات إسلامية عن طريق الانتساب، وحصل على شهادة البكالوريوس، وحين تقدم لوزارة الخدمة المدنية للالتحاق بالوظائف التعليمية فوجئ برفض شهادته كونه حصل عليها انتسابًا، وأن التربية والتعليم لا ترغب في تعيين خريجي الانتساب سوى تخصص الإنجليزي: «شهادة الانتساب لا تختلف عن شهادتهم» يقول العسيري مندهشًا من التفرقة بين الشهادتين، مضيفا: «بل هناك من تفوّق وتخرج بامتياز في ذات الوقت الذي يوجد فيه عدد من طلبة الانتظام لم يحصلوا على ذات التقدير».

من الهندسة لسوق الخضرة

ولـ (عواد إبراهيم) قصته هو الآخر، فقد ترك الدراسة في كلية الهندسة (انتظام) المستوى الثالث بسبب ظروف الحياة الصعبة: «لم أوفق بين متطلبات المعيشة والانسجام والمثابرة في الدراسة، وكذلك شعرت بالإحباط مما رأيته وسمعته من خريجي الهندسة وما يعانونه من مشكلات التوظيف أو التصنيف». عواد هرب بجلده من الدراسة إلى قيادة الليموزين والتجارة في سوق الخضرة.

المعادلة والمعضلة!

ويشكو عبدالله السبيعي من تجربته المتعلقة برسوم الانتساب، موجهًا سؤالاً استنكاريًا حول الأوضاع التي يعيشها دافعو الرسوم: «هل يعقل أن يرصد مبلغ 3 آلاف ريال للفصل الواحد أي 6 آلاف ريال للسنة؟ ثم هل باستطاعة جميع الطلبة والطالبات دفع هذا المبلغ الضخم قياسًا لإمكانات أسر تعول أفرادًا كثيرين، مع إيجار منزل ومتطلبات حياتية لا غنى عنها من مأكل ومشرب وملابس وكهرباء وماء إلخ»؟

السبيعي ختم حديثه مطالبًا بإعادة النظر في تلك الرسوم الباهظة بالنسبة للكثيرين، وتقليص المبلغ ليكون في متناول الجميع لأن الشريحة الكبرى- حسب رأيه- تنتمي إلى الطبقة البسيطة والبسيطة جدًا وأغلبهم يعيش على مساعدات الضمان الاجتماعي.

مطالبة بالتعويض!

من جانبه طالب بدر العلي وبعض زملائه الذين حرموا التوظيف بسبب شهاداتهم التي حصلوا عليها عن طريق الانتساب بأن تعوض كل جامعة طلابها وترد لهم ما دفعوه خلال السنوات التي قضوها في الدراسة. وأشاروا إلى أن الحل الآخر هو توظيفهم بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم لضمان مستقبل خريجي الجامعات المنتسبين.

أمل في مكرمة ملكية

طلاب آخرون، ممن يفكرون في مغادرة مقاعد الدراسة بالانتساب، لا يبدون مكترثين لمشكلات ما بعد التخرج، فيبدو أن هذا الملف غائب، أو ربما مؤجل، بسبب مشكلاتهم الآنية المتمثلة في رهق الرسوم الدراسية وعبئها على كواهلهم: «أعرف زملاء يقترضون من أجل دفع رسوم الدراسة، ولقد دفعت شخصيًا، قرابة 24 ألف ريال خلال السنوات الأربع الماضية، هذا غير ما أنفقته على قيمة الكتب والمناهج خلال تلك المدة» يقول (بدر) أحد طلاب الانتساب.

غير أن محمد الغامدي وعلي البدران ورشيد الحربي يقدمون التماسًا مباشرًا لاختراق المعاناة، مؤملين في مكرمة ملكية تزيل عبء الرسوم الدراسية عن كواهل طلاب الانتساب، باعتبارهم مواطنين يعانون من ظروف المعيشة الضاغطة، ويحتاجون الرعاية والعناية التي تعينهم على تحقيق طموحاتهم الدراسية والحياتية.

نقطة نظام

ومع ارتفاع النغمة المتذمرة من عبء الرسوم الدراسية لطلاب الانتساب، فإن مصادر (الجزيرة) أشارت إلى وجود منح دراسية للمنتسبين يمكنهم التقديم عليها، حيث يحصلون على إعفاء من الرسوم الدراسية، بشرط ألا يقل معدل الطالب عن ( 2.7)، وقد استفاد الكثير من الطلاب والطالبات من هذه المنح حسب المعلومات التي توفرت لدينا.

مأزق المنهج

طالب الانتساب بكلية الآداب: أحمد الملحم، كشف من جانبه عن وجه آخر من مشكلات أقرانه، فهو يرى أن هناك صعوبات يعانيها الطلاب في المناهج.. سواء بكثرة المطروح فيها من معلومات ونظريات تفوق قدرة الطلاب الاستيعابية، أو عمليات التصحيح الإلكتروني التي تكون أحيانًا غير منصفة: «بعض أساتذة الجامعة يسيئون التعامل مع الطلاب حينما يطلب منهم تبسيط المادة أو التوسع في التوضيح حتى يسهل الفهم، وخصوصًا المناهج التي تكثر فيها النظريات، وقد لجأنا إلى بعض الملخصات التي تباع في المكتبات، لكن المفاجأة أن أسئلة الاختبارات جاءت بفلسفة غريبة وهي بحاجة الى دراسة عند أستاذ المادة حتى نفهمها وكأن الجامعة تريد تصفية عدد الخريجين».

يواصل: «أما آليات التصحيح الإلكتروني فهناك الكثير من الطلاب وقعوا ضحيتها مما أثر على انخفاض المعدل فأصبت بإحباط جعلني أترك الجامعة».

متاعب أخرى

محمد خليل ومترس علي وحبيب وتوفيق جأروا بالشكوى من السنة التحضيرية، حيث وصفوها بأنها مضيعة للوقت، وذكروا بأنهم طالبوا من خلال منتدى الجامعة بأن يعاد النظر في تلك السنة ولكن دون جدوى، مثلما حدث عند مطالبتهم بإلغاء رسوم الدراسة أو تخفيضها.

كما لفت طلاب الى مادة اللغة الإنجليزية، مشيرين بأنها أصبحت هاجس كثير من طلاب الانتظام أكثر من طلاب الانتساب، بل أصبحت -في رأيهم- عائقًا أكاديميًا، فهناك الكثيرون، وخصوصًا طلاب الانتظام، تركوا الجامعة منذ السنة التحضيرية بسبب إخفاقهم في اللغة الإنجليزية.

شطر الطالبات: نحن هنا!

على المنوال نفسه.. شكت مجموعة من طالبات الانتظام من اللغة الإنجليزية، وأبدى بعضهن عدم الرضا من مدرسات المادة، حيث ترى وفاء الغامدي وعبير بأن أستاذة اللغة الإنجليزية المتعاقد معها غير متعاونة في تبسيط هذه اللغة لدرجة إخفاق عدد كبير من الطالبات في الامتحانات، وأشارتا لقيام طالبات برفع شكوى إلى مدير الجامعة ضد تلك الأستاذة ولكن القضية لم تبارح مكانها، وذكرتا لـ (الجزيرة) أن هناك من الطالبات من قمن بتحويل شعبهن الى شعب أخرى بحثًا عن أستاذة أفضل، وهناك من لم يجدن واسطات لنقلهن فتركن الجامعة دون رجعة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة