Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 02/06/2013 Issue 14857 14857 الأحد 23 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من الأشياء التي أتذكّرها في صغري هي مشاهد في الرسوم المتحركة يموت فيها أحد الشخصيات - غالباً هزلاً مثل توم وجيري - وأرى ببراءتي وجهلي تصويراً لروح هذه الشخصية وهي تخرج من الجسد وتصعد للأعلى، ومثل هذه المناظر لو لم تكن في سياقٍ هزلي لكانت مخيفة للطفل، إلاّ أنّ ربطها بالفكاهة أزال الكثير من هذا الخوف خاصة وأنه يصعب على الطفل أن يفهم مثل هذه الأفكار المزعومة، فصارت شيئاً مضحكاً مع ما يحدث من مغامرات طريفة بين توم وجيري، لكن رغم هذا ظلّت الفكرة في رأسي وأنا صغير، وظلت تُقلقني قليلاً إذا رأيتها، وإذا انتهت الحلقة كنت أفكر أحياناً في ما رأيته، فماذا حدث يا ترى؟ ما هذا الذي صوروه بأنهخرج من الشخصية الكارتونية عندما انفجرت به كومة القذائف وهو يحيك المصائد؟ فهمت أنه مات وأنه لن يعود، وأنه في عالم آخر الآن، ولكن ما هذا الشيء الذي صوّروه بأنه خرج من جسمه وارتفع لأعالي السماء بين الغيوم؟ وكيف خرجت؟ وما مصيرها الآن؟ أسئلة كثيرة أخذت تظهر في رأسي وأكثرت من التفكر فيها، ثم نسيتها لما كبرت، لكن عادت من جديد لما اطلعت على ما زعمه بعض الناس الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الوفاة وعادوا لوعيهم، فسمعت بعضهم يزعمون إنهم حصل لهم نفس ما حصل لتلك الشخصية الكارتونية!

ولست وحدي مَن جذب هذا الشيء اهتمامه، فهل سمعتم من قبل بشيء يُسمّى «مشروع الوعي البشري»؟ هذا مشروع دراسة بدأ منذ عام 2008م، اسم الدراسة «الوعي أثناء الإنعاش»، ويقوم على هذا المشروع فريق عالمي من العلماء والأطباء والممرضين. هذا المشروع له فكرة غريبة تعتمد على مزاعم الكثير من الناس الذين اقتربوا من الموت ونجوا، وادّعوا إنهم شعروا بأنفسهم وهم يتركون الجسد ويرتفعون للأعلى! لما تكررت هذه المزاعم بدأ المختصون الطبيون هذا المشروع الذي يشارك فيه 25 مستشفى أمريكياً وأوروبياً وصاروا يراقبون حالات النوبات القلبية التي يتوقف فيها القلب ويُنعَش فيما بعد، وهو ما يسمّونه موتاً مؤقتاً – على ما في هذا المسمّى من خطأ -، وهذا هو الوقت الذي يزعم فيه المصابون أنهم خرجوا من الجسد ورأوا الناس والأطباء والإسعاف وهم يحاولون إنعاشهم، ويرغب العلماء الآن في معرفة صحة هذه المزاعم، فالذي فعلته تلك المستشفيات المشارِكة في هذا المشروع، هو أنها وضعت اختبارات لترى إذا ما كان الميت مؤقتاً يجتازها، منها لوحات عليها كتابات موضوعة عالياً قرب السقف بوضعية لا يستطيع أن يقرأها إلاّ من يعلوها.

سيطرح الأطباء نتائج هذه الدراسة في أواخر عام 2013م وسنرى ما وجدوه، ولكن أعتقد أنّ النتيجة ستكون فشلاً تاماً في هذه الاختبارات، ولا أظن ما يشعر به هؤلاء إلاّ نوعاً من الهلوسة والخيالات والخزعبلات، فالروح ليست لعبة وأمرها بيد الله من أعظم الأسرار التي اختصّ الله بعلمها، فقال سبحانه في الآية الخامسة والثمانين من سورة الإسراء: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي، وَمَا أُوتِيتُم من الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}.

Twitter: @i_alammar

الحديقة
مشاريع فاشلة عن الروح
إبراهيم عبد الله العمار

إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة