Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 03/06/2013 Issue 14858 14858 الأثنين 24 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كنت قد كتبت الحلقة الأولى من هذه المقالة، وأرسلتها إلى هذه الصحيفة الغَرَّاء للنشر. وقد ورد فيما أرسلت أن الملك فهداً، رحمه الله، عندما طرح مبادرته في مؤتمر فاس كان وليًّا للعهد.

وقبل أن تنشر تلك الحلقة بيومين بعثت تصحيحاً بأنه عند طرحها كان ملكاً. غير أن التصحيح لم يجد طريقه إلى النشر. والواقع أن الملك خالداً كان، رحمه الله، من الزعماء العرب الذين رأوا مقاطعة مصر سياسيًّا لأن رئيسها أنور السادات وَقَّع اتِّفاقية كامب ديفيد للسلام مع الكيان الصهيوني؛ خارقاً بذلك سفينة مقاطعتهم لذلك الكيان. ويقال: إن من أسباب وفاة ذلك الملك المخلص لأُمَّته -والأعمار بيد الله- انفعاله الشديد الغاضب تجاه اجتياح الصهاينة لبيروت عام 1982م دون أن تقوم الجيوش العربية بما كان يراه واجباً عليها القيام به.

وكنت قد أشرت إلى عدم تفعيل الزعماء العرب جيوشهم للقيام بواجبها، وذلك في أبيات من قصيدة عنوانها: “شجون وراء الحدود” استُهلَّت براحة من لا يهتم بقضايا أُمَّته، قائلاً:

أمسى فَأمَّ مَرقدَه

مبتهجاً ما أَسعدَه!

يَعبُّ أقداح الكَرَى

لذيذة مُبرَّدَه

لم يَكتوِ بما اكتوت

به عيون مُسهدَه

أو يدرِ ما في يومه

فكيف يستجلي غَدَه

ونعمة الجهل

بما يجري

ربيع الأَفئدَة

تطير في أفيائها

راقصةً مُغرِّدَة

بعيدة عما يدور

مـن رُؤىً مُنكِّدَة

وعن مآسي أَمَّةٍ

أوطانها مُستـعبَدَة

خيراتها مَنهوبةٌ

وأهلها مُشرَّدَة

تموج في ساحاتها

جنودها المُجنَّدَة

لكنها لا تقتني

إلا سيوفاً مُغمدَة

تجريدها عَزَّ على

أَكفِّها المُقيَّدَة

متى انتضى مُكبَّلٌ

بِقيدِه مُهنَّدَه؟

ولقد أُصبت بخيبة أملٍ بما آلت إليه معركة 1973م، التي برهنت على عظمة المقاتل العربي، مهارة وشجاعة، متى أتيحت له الفرصة للبرهنة على تلك العظمة. لكن تلك المعركة انتهت بما هو ضد الأمل المنشود. وحينذاك كتبت قـصيدة بعـنوان “الأساطير” بَيَّنت فيها كيف كان الزعماء العرب يخبرون شعوبهم بأسباب هزائمهم في معاركهم السابقة لتلك المعركة مع العدو الصهيوني، ثم كيف دارت هذه المعركة وما نتج عنها، قائلاً:

وأخيراً ذكروا لي

أنني أمضي إلى حَربٍ شريفه

تكفل العِزَّة للأجيال والنصرَ المُؤزَّرْ

وتعيد الأرض والحق إلى شعبي المشرَّدْ

فَتقدَّمت أقاتل

وتَحوَّلت إلى نارٍ تُدمِّرْ

غير أَنِّي

بعد ما سطَّرت في التاريخ أنباء صمودي

وبدت في غُرَّة الكون تباشير انتصاري

أوقفوني

غرسوا في الظهر خِنْجرْ

وأتوني بمشاريع كيسنجرْ

بدأوا يحكون عن سِلْمٍ وعن حَلٍّ وَسطْ

حَقِّي الواضح بالزيف اختلطْ

فإذا الباطل بالأمس يعود اليوم حقاً

وإذا الكاذب بالأمس يقول اليوم صدقاً

أمسِ قالوا:

لا سَلامْ

مع أعداء العروبه

وأنا اليوم أُغنِّي وازمِّرْ

لاقتراحات السلام

أمس قالوا...

أمس قالوا ...

كُلُّ شيء قِيلَ بالأمس تَغيَّرْ

كُلُّ ما قِيلَ أَساطيرُ تُكرَّرْ

ومضت سنوات ليفاجأ العرب بارتكاب صدام حسين عدوانا أهوج تَرتَّب عليه ما تَرتَّب من كوارث. فقد احتلَّ الكويت حماقة وعدوانا. وكان من نتائج ذلك أن انتهزت أمريكا الفرصة، فتزعَّمت القوى التي أخرجت المحتلَّ من الكويت مدحوراً، وحُطِّمت قوة العراق، التي كانت الخطر الحقيقي على الكيان الصهيوني كما قال السيد بيكر، وزير خارجية أمريكا؛ معتبراً ذلك أحد الخدمات العظيمة التي قَدَّمتها إدارة بوش الأب لذلك الكيان. وكان من نتائج ذلك، أيضاً، أن قَبِل زعماء العرب الجلوس مع الصهاينة للتفاوض في مدريد، ثم مضى مسلسل تنازلات الزعماء العرب. وأصبح سلوك قادة السلطة الفلسطينية مواصلة المفاوضات العبثية مع الصهاينة. بل إن أحد هؤلاء قال؛ وهو يزور بلدة فلسطينية احتُلَّت عام 1948م، إنه يقوم بذلك زائراً لا صاحب أرض. وفي هذا ما يوحي أنه ليس له حق العودة إليها. وباتوا يُردِّدون مطالبتهم بوقف بناء المستعمرات (المستوطنات) فقط لا بإزالتها؛ وهي التي تزداد يوماً بعد يوم.

وعلى أيِّ حال، فقد عقد الزعماء العرب مؤتمر قمة في شرم الشيخ عام 2000م وكانت نتيجته بياناً مضمونه القول باختصار:

أبشري يا أُمَّة العُرْب اجتمعنا

وإلى ما ترتجي منا الجماهير ارتفعنا

فقضايانا جسيمة

وسجايانا كريمة

واحتراماً لشعور الأُمَّة الشمَّاء

حَطَّمنا القيودا

ورفضنا كل أنواع المهانة

فتجزَّأنا وأصدرنا إدانة

لزعاماتِ يهودا

وتشجَّعنا فكدنا

نرفع الَّلوم لأمريكا الصديقة

من أظلَّت بثياب العدل أركان الحليقة

إذ هي الراعي لأمر التَّسوية

وهي من يتقن فَنَّ الترضية

ويجيد المدح والدعم لمن خانوا العهودا

غير أَنَّا

قد فَطنَّا

أن للقول حدودا

فتركنا الَّلوم

واخترنا، كما اعتدنا، المرونة

فعتاب الدولة العظمى رعونة

ربما أَدَّى إلى قطع المعونة

وخشينا أن يقال:

إننا نسعى إلى رفض السلام

فاطمئني يا جماهير العروبة

نحن أدرى بالأساليب الذكيَّة

لبلوغ الهدف السامي وتحقيق الأرب

أولسنا نحن سادات العرب؟

تسارع مسلسل تنازلات قادة العرب -2-
د.عبد الله الصالح العثيمين

د.عبد الله الصالح العثيمين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة