Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 04/06/2013 Issue 14859 14859 الثلاثاء 25 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حكى (عمرو بن المتكىء) في مجلسه العامر وكان قد أولم لجماعة من المعلمين فقال - لقد سافرت كثيرا، بل وكثيرا جدا! لدرجة أنني صرت أعرف مدنا يجهلها أهلها، وشوارع يحتقرها الغرباء وعابرو السبيل، وشهدت من أشكال زيناتها ما يبهر العين ويبهج الفؤاد، وعرفت في مآتمها حزنا ليس يشبهه حزن آخر. وككل مسافركنت أصل الليل بالنهار، يبهجني عصفور بريّ برفرفته،

وأهاب بعده من صوت يشبه صوت الذئاب. ولي في هذا كل العذر،فمن عاش ذلك الزمن يعرف إلى أيّ مدىً كان الرجل يهان من قبل سلطات الاحتلال، فلا يسأل عنه سوى من زهد بعمره، والشاهد هنا ما تفضل به بعضكم من درر الطرائف وقناديل الحكمة، ولكنني لن يكون بمقدوري أن أسرد كل ما تحت هذه، وضرب على جبهته مبتسما ومنتظرا (تحية) من حضور حفله الأكبر من نوعه في العالم حسب يونايتد برس!. واكتفى بابتسامات حضور حفله الذين تعبوا لكثرة ما أجبروا على الإعجاب والتصفيق المبالغ به والضحك الكاذب حينما يضحك الآخرون! - وقرّر عليّ بن المتكىء نقل ديوانيته لمنزل الدفترخانة، إذْ - كما برّر! - فإنه صوت لا يخضع لمعايير فنية. وعندما قرّرت الشمس البهية أن تغادر إلى نزُلها الليلي. مغصت حالة صدمة نفسية قوية مصرانه، وبدأ يتلاعب بأصابعه بشكل مرَضيّ. أظن أنني لم أكن الوحيد الذي حسد ابن المتكىء على احتفائياته بل كنت الرقم 6544 والله - وحده - يعرف ماالذي حدث لرقم 6544 إذ من خلال رضا المستمعين بنسبة تفوق التسعة والتسعين تبين من خلال برنامج إعلامي طفيف! وغير هادر. وفي الغد - أو: غدا - سيحدث تماما ما قيل في الجنسانية يصرّ ابن المتكىء على أنه محضهم النصح بأن يتراجعوا ولكنهم كما قال لم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد ِ!. ولكن شيئا صار يتحرك مرتفعا بالدرجة التي تجعل العاقل يقف في الشوارع يتبرّأ من الأمم التي تظن أن انتصار منتخب كرة القدم يجب دعمه بتصريحات مساوية له في القوة معاكسة في الاتجاه،وتأجيل مهرجان تربية النخيل لكونه - ولم أقلْ: متخلفا - كان مصدر إحراج للسلطات المعنية إذْ يقدمها المهرجان المذكور وكأنها كانت كرات صغيرة من الدمامل الصفراء، وهو ماجعل ابن المتكىء يغادر مدينتنا في السرّ ظهرا جهة العاصمة ليقدم التعازي للوالي ووكيل الوالي للشئون الإنسانية،ويطلب منهما تكليفه بأي أمر، صغيرا كان أم كبيرا، ورفع صدره حتى صار وجهه مستديرا ومحمرا وهو يقول بصوت مسرحي مهيب وإني لقاطفها! ماذا سيقطف سوى الرؤوس التي من ضمن مكونات مخها أنها في حالة نشوب الحرب تضخ الغدد ما يشبه اللعاب وحين يتطاير اللعاب تتطاير الأقدار، وحين تتطاير الاقدار يكون منطقيا بدرجة ملموسة أنها تسير بشكل سيئ تجاه فقراء المدينة التي كانت معروفة بانعزاليتها خاصة وأن سكانها لا يتمنون الموت إلا في أيام الحروب المتقطعة.

ولكنّ عينَ الله لا تنام!

وتشهّد الجمع... لا إله إلا الله!

وفجأة دخل ولد نحيل ومضى قدما نحو ابن المتكىء فاستنكر الجمع تصرفه الذي أثار الريبة والوسواس. ولكنه قام بتقبيل رأس علي بن المتكىء الذي بادله القبل وقال:

ـ ما شكواك أيها الفتى الشجاع؟!

فقال الولد بصوت مرتفع:

ـ لست أشكو عليك!. بل أشكوك أنت.

فتعالت أصوات الجمع باستنكار. ولكنّ ابن المتكىء قال لهم أن يقدّروا الناس ويبدأوا بالتحية

ـ وهل تكلم منا أحـد، أليس مخجلا لك أن يشكوك جهارا نهارا ولد التمرجي المعروف بأنه يبيع الإبر التي تعطيه إياها الحكومة ؟!

قال علي بن المتكىء ( إن الدنيا يارجال تروح وتجيء، فمرة تبعد وجهتها إلى الشعور بأنها لن تعود. لكنها ولو كانت موجودة لبست طاقية الإخفاء. فاعلموا مني رغم أنني أنتمي لقريتنا هذه لكنني أخجل من ذكر ذلك!. إن الإنسان لا بدّ أن يلقي اللوم على غيره. إن الإنسان كائن بذهنية القطيع!. لا يُرجَى منه سوى قبول الأمر أو حتى التظاهر بقبوله. وبعد يوم أو يومين سأعود إليكم. وسأتحدث عن موضوع آخر وسنختلف ويجيئنا ولد مثل ولد التمرجي ليقطع سهرتنا. وأستغفر الله لي و لكم فاستغفروه). وكأنما انقطع التيار الكهربائي. وكانت ليلة تستحق أن تُحكى!

alhomaidjarallah@gmail.com
حائل

نظرة ما
ليالي ابن المتكىء!
جارالله الحميد

جارالله الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة