Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 04/06/2013 Issue 14859 14859 الثلاثاء 25 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

سلاح المهندسين الأمريكي من الهيئات المعروفة ويقدم خدمات هندسية حول العالم، وله أسلوب هندسي متميز في ترسية المشاريع على المقاولين، وهي طريقة تحد من مخاطر فشل المقاول في تنفيذ المشروع، يختلف عن طريقة نظام المناقصات السعودي الذي يعتمد على الترسية على أقل الأسعار، وكذلك سلاح المهندسين يعتمد الترسية على أقل الأسعار ولكن الاختلاف بينهما أن سلاح المهندسين يقارن بين عروض المقاولين على أساس ثلاثة عناصر سعرية، بينما نظام المناقصات السعودي يقارن بين عروض المقاولين على أساس التكلفة الكلية للأسعار وهي الإجمالي المكون من مجموع أقيام العناصر الثلاثة ( التكلفة المباشرة + المصاريف الإدارية + الأرباح)، وهي مقارنة تفتقر إلى كثير من الدقة، والصحيح كما يفعل سلاح المهندسين الأمريكي إجراء المقارنة من خلال جدول أسعار مصمم سلفا ضمن كراسة المناقصة تلزم المقاول الإفصاح عن العناصر السعرية الثلاثة، العنصر الأول: الأسعار المباشرة وتمثل تكلفة المواد مع شغل اليد، وهذه التكلفة يجب أن تكون متماثلة لجميع المقاولين، على سبيل المثال سعر متر مكعب خرسانة يجب أن يكون متماثلا بين المقاولين وحسب السعر السائد في السوق، وكذلك تنفيذ ذلك المتر المكعب يتطلب نفس اليد العاملة وبالتالي تماثل في التكلفة؛ والعنصر الثاني يلزم المقاول الإفصاح في عرضه عن المصاريف الإدارية وهذه تمثل مصاريف تشغيل المكتب الرئيسي للمقاول ومن الطبيعي أن تكون متفاوتة من مقاول لآخر لاختلاف مكاتبهم ومصاريف تشغيلها وكلما زادت تلك المصاريف ارتفع سعره في المناقصة؛ والعنصر الثالث: تقييد المقاول بنسبة ربح محددة على غرار سلاح المهندسين الأمريكي الذي ينص عادة في كراسة المناقصة على نسبة أرباح قدرها 15% من التكاليف المباشرة للمشاريع الإنشائية.. من الصعب معرفة أفضل العروض ماليا وفنيا لأي مشروع مقاولات من خلال قيمته الإجمالية حيث ستعجز لجنة التحليل الفني للمشروع من فك تلك القيمة ومعرفة مكوناتها السعرية وإماطة اللثام عن التكلفة المباشرة الكامنة فيها ومن ثم معرفة هل السعر حسب أو أقل أو أكثر من الأسعار السائدة في السوق. الهدف من التحليل الفني معرفة إذا ما كان المقاول صاحب أقل العروض سيكون قادرا على تنفيذ المشروع بذلك السعر المقدم أو من المصلحة استبعاده والتعاقد مع الذي يليه سعرا إن كان مناسبا أو استبعاده أيضا والذهاب إلى الذي يليه في السعر في سبيل التقليل منمخاطر تعثر المقاول خلال تنفيذ المشروع، والوجه الآخر للأسعار عندما يكشف التحليل الفني أن هناك مبالغة ملحوظة في الأسعار، عندها يتسنى للجنة التحليل الفني مطالبة صاحب أقل العروض بالتخفيض وإن لم يتجاوب التفاوض مع الذي يليه ثم الذي يليه حتى الوصول إلى أسعار مناسبة تنسجم مع الأسعار السائدة في السوق.

الخلاصة عنصر التكلفة المباشرة في مشاريع المقاولات هو العنصر الأهم بين العناصر الثلاث لقيمة العرض: (التكاليف المباشرة، المصاريف الإدارية، الأرباح) وهو غالبا المتسبب في تعثر المشروع عندما يكون أقل من السعر السائد في السوق، أو المتسبب في تجاوز ميزانية المشروع عندما يكون مبالغا فيه عن السعر السائد في السوق، ونموذج جدول الأسعار في كراسة سلاح المهندسين الأمريكي مصمم ليثبت نسبة الربح في حدود 15% من التكاليف المباشرة، وفي نفس الوقت يمنح المقاول حرية تقدير مصاريفه الإدارية، فكلما ارتفعت مصاريفه قلت فرصته في البقاء مع زمرة أقل العروض، وبالتالي ستتمكن لجنة التحليل الفني من تناول التكلفة المباشرة بالتقييم ومن ثم الخروج بتوصية مدروسة تحقق مقاصد نظام المناقصات التي تنص مادته على (ترسية المشروع على الأفضل ماليا وفنيا وحسب الأسعار السائدة في السوق).. ولا يضير الاستفادة من تجربة سلاح المهندسين الأمريكي في هذا المجال.

khalid.alheji@gmail.com
Twitter@khalialheji

مشاريع إنشائية على الطريقة الأمريكية
م. خالد إبراهيم الحجي

م. خالد إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة