Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 04/06/2013 Issue 14859 14859 الثلاثاء 25 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

تساءلت في حوارنا السابق ما الطريق لتجسير الفجوة بين الأطراف الثلاثة: إدارة المؤسسة, أي مؤسسة، وفريق العلاقات العامة الذي تلجأ اليه، والجمهور العام بحيث يكون الناتج إيجابيا للجميع؟

وحين تكون المؤسسة التي نتكلم عنها هي الوطن, ما الدور الأمثل لما يجب أن يكون دور العلاقات العامة؟

في زمن تقنية المعلومات والاتصالات المتطورة العلاقات العامة تملك وسائل كثيرة قد تستخدم إيجابيا أو سلبيا.. ولا يجب أبدا أن تكون سلاحا دفاعيا لتغطية الأخطاء, أو التمويه, أو التجهيل بل وسيلة لمواجهة الواقع بإيجابية. والجمهور يحترم الشفافية. في زمن التواصل الاجتماعي لم يعد الحوار مقصورا على ديوانيات المنازل الفخمة ودكات البيوت, بل أصبح نشر وانتشار كل خبر أو رأي أو إشاعة أو استنفار لفعلٍ ما, أمرا سهلا في متناول الجميع, عبر البريد الإلكتروني واليوتيوب وشبكات التواصل الجديدة: الفيسبووك والواتسآب والإنستقرام والكيك. ووصول ما يتناقل ويتم تصديقه والتأثر به, لا يخضع لمنطق التأكد من صحة المعلومة أو التدقيق في مصدرها.

وإذا كان الأمر مهما لمؤسسة صناعية, أو شركة تجارية, فهو أهم بالنسبة لمؤسسة رسمية تقوم بخدمة الجمهور مثل الوزارات الخدمية. وهو اهتمام مصيري لمؤسسة سياسية, ما نسميه بالدولة, تتعامل مع جمهورين «الشعب» داخليا والمجتمع الدولي خارجيا.

في زمن مفاجآت «الربيع العربي», أولئك الذين اعتمدوا سياسة الأبواب المفتوحة بصدق وإيمان أن العلاقة تبادلية, هم الذين يبدون الآن أقرب لساحة مواصلة الحوار, والعمل كفريق يغير المسار إلى وجهة هدف مستقبلي مشترك. علاقة صنع القرار بقيادية فطرية وحكمة واحترام للآخر وحقوقه, هي أفضل تجسيد وتأطير لعلاقات عامة تخرج من إطار التجميل المظهري, إلى عمق الحوار الجوهري حتى ملامسة احتياجات الجذور, وتجسير الفجوة العاطفية والمعرفية والمسار بين القيادة والجمهور العام.

القيادة الصادقة علاقاتها العامة تقوم على ارتباط الوعد بالنتائج بكل شفافية. ولذلك تفاعلاتها ليست تصريحات أحادية الاتجاه بل حوارات يتم فيها تبادل توضيح المعلومات والمستجدات. ثم؛ أي قرار يتعلق بتغيير جذري, سواء في معتادات المجتمع أو في علاقة مؤسسة ما بالجمهور العام, ليس سهلا. ويرتبط نجاحه بتوازن قدر كبير من الجرأة, مع قدر كبير من التعقل في تفاصيل القرار, وبتوفر قدر كبير من العلاقات العامة المساندة.

وهنا مربط الفرس..

محاولات توجيه الرأي العام أحادية الاتجاه قد تعتمد على شعارات جماهيرية تنادي بالمثالية ظاهرا, ولكنها لا تستطيع الوصول بدون تصديق ومساندة الناس في الشوارع والبيوت.. لذلك لم تدم الشيوعية ولا البعثية لأن الشعارات على مدى عقود انكشفت عن توجهات وأفعال أنانية نسفت المصداقية.

الجمهور ليس غبيا بل تسيره رغبة الحياة بأمان. أمان اقتصادي وأمان جسدي.

والفرق لا يكمن في توصيف النظام ونظريات رؤسائه بل في ممارسات القيادات على أرض الواقع. القيادات الرسمية والشعبية.

وتجربة الربيع العربي هي مثال مثالي للتوضيح.

وسأتابع الحوار معكم

حوار حضاري
عن العلاقات العامة: القيادة فن 2/4
د.ثريا العريض

د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة