Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 05/06/2013 Issue 14860 14860 الاربعاء 26 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

بعد منتصف العام تدفع مرافق التعليم المختلفة بخريجين جدد يبحثون عن حياتهم في معترك العمل، فيصبح النصف الآخر من العام موسماً للبحث عن الوظائف، وفي كل عام وفي مثل وبعدد هذا الوقت يأتيني على حسابي في توتر وعلى البريد الإلكتروني، طلبات للمساعدة في وجود وظيفة، واستفسارات حول أفضل الطرق للعثور على وظيفة، وهذه الطلبات والاستفسارات تأتي معظمها من مستجدين على العمل، خريجون جدد أو من انقطع بهم حبل التعليم فرضوا بما تيسر منه، وتأتيني مكالمات هاتفية من أقارب وأصدقاء تستفزعني للبحث أو الشفاعة لتمكين أحد ما بوظيفة مناسبة، وكثير من هذه الطلبات تجد طريقها- والحمد لله- لمن يهتم بها فينال طالب الوظيفة حظه في مقابلة شخصية جادة للتوظيف، ولكن لا يحقق معظم هذه الطلبات حيازة الوظيفة لأسباب عدة، معظمها متعلق بطالب الوظيفة نفسه، فإما أن توقعاته تكون أعلى مما يعرض له، أو أن متطلبات الوظيفة تكون أكثر مما لديه، وفي أحيان كثيرة يفشل المتقدم للوظيفة في إقناع صاحب العمل بجدوى توظيفه.

كثير من طالبي الوظائف يأتي للمقابلة الشخصية وهو غير مستعد لها، فلا يعرف أي شيء عن المؤسسة، لا نشاطها ولا طبيعتها - وهي معلومات يمكنه الحصول عليها من موقع الشركة على الإنترنت - ثم إنه يعرض نفسه بصورة لا تشجع على الاعتقاد بجديته في العمل، فعندما يسأل عن طبيعة العمل الذي يجيده أو يشعر بميوله تجاهه يجيب بجواب غامض يدل على أنه لا يهتم ولم يفكر في ذلك، وعندما يسأل عن تطلعاته المستقبلية في العمل يجيب جوابا أكثر إبهاماً من السؤال، وكأن لسان حاله يقول، «أريد وظيفة أستلم من خلالها مرتباً مضموناً ولا يهمني غير ذلك»، كثير من طالبي الوظائف لم يستوعب العلاقة بين الوظيفة وبين المنفعة العائدة على صاحب العمل منها، هو يدرك أنه إذا حصل على وظيفة فعليه أن يأتي للعمل كل يوم، وإذا تأخر أو غاب عن العمل فسيخصم من مرتبه، ولكنه لا يدرك لماذا يأتي للدوام؟ العالق في ذهنه أن الموظفين يذهبون للدوام فقط، وهو يعرف كثيرين منهم يتأخر عن الدوام بصورة إرادية، وإذا حضر للدوام، يجتهد في المماطلة في تقبل أوامر العمل والاستئذان للخروج مبكراً إذا كان ذلك ممكناً، والدوام عندهم هو مكان للثرثرة وتمضية الوقت الممل. هذه الثقافة سائدة في المجتمع وكثير من طالبي الوظائف الجدد مشبع عقله بها.

كثير من المستجدين في العمل يفشل في فهم العلاقة بين الوظيفة والقيمة التي يضيفها لمنتجات المؤسسة التي يعمل بها، فهو لا يفهم كيف تحقق المؤسسة أرباحها، وما علاقة ذلك بوظيفته، وكثير منهم لا يهتم بذلك، بل إن منهم من يطور مشاعر عدائية تجاه المؤسسة التي يعمل بها لأن أرباحها كبيرة، ومنهم من يشعر أن المؤسسة لا تدفع له ما يستحق، دون أن يبرر ما هو الاستحقاق بصورة عادلة، فالاستحقاق بالنسبة له هو حاجته وليس ما يضيفه كقيمة لمنتجات المؤسسة. لذا أقول لكل طالب عمل لن تستطيع الحصول على الوظيفة التي تطمح لها بدون جهد يتعدى الحصول على الشهادة التأهيلية، فالشهادة لا تكفي لإقناع صاحب العمل بجدوى منحك الوظيفة، لابد أن تثبت في المقابلة الشخصية حضوراً ذكياً ومعرفة بنشاط صاحب العمل وفهما لطبيعة العمل الذي تريد أن تزاوله، واهتماماً بالمستقبل الذي تطمح له، لابد أن يعي طالب الوظيفة أن صاحب العمل لا يمنح المرتب إلا بعد أن يتأكد أن الموظف سوف يخلق قيمة مضافة تفوق ما يدفعه له، ولابد أن يعي طالب الوظيفة أن أي وظيفة هي وسيلة للكد والإنتاج والكسب، وليست للثرثرة وتمضية الوقت الممل، ومن لديه مفهوماً غير ذلك فلن يكفيه (حافز) إذا لم يوظفه أحد.

mindsbeat@mail.com
Twitter @mmabalkhail

نبض الخاطر
كلام في موسم البحث عن الوظائف
محمد المهنا ابا الخيل

محمد المهنا ابا الخيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة