Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 05/06/2013 Issue 14860 14860 الاربعاء 26 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

«رجيم» أوديتنا
محمد بن إبراهيم فايع

رجوع

كلما أبصرت عيناي السحب وهي محمَّلة ببشائر الخير العميم (المطر) تحرَّك بداخلي حنين للأماكن لزيارتها، ولسان حالي «حننت إلى أرض بها اخضرّ شاربي.. وقطع عني قبل عقد التمائم»، فأجدني أسوق الخطى لأماكن جاد عليها المطر، لأجدها اخضرت واعشوشبت، وزاد المطر من بهائها، وعطر أنسامها، وفاحت ورودها وأزاهيرها وأشجارها برائحة المطر. وعادة ما تأخذني خطواتي نحو أودية المنطقة؛ لألقي بنظرة عليها؛ ففيها جزء من ذكريات الطفولة، حينما كنا نقف على ضفافها نستقبل السيول، وهي تزحف زحفاً، لكنها سرعان ما تتحول إلى أمواج ثائرة تخيفنا فنهرب بعيداً. أزورها لأكحل عيني بمنظرها، لأسترجع أياماً كانت لا تنفك من جريان السيول فيها، لزمن كانت فيه «غيالة» طوال أيام موسم الأمطار. وحين أذهب إليها أجد بعضها وقد فاضت بالسيول بأمر ربها، وأجد أودية ما زالت تنتظر الفرج من ربها، لكنني في كل مرة، وأنا مع صحاب الأمس، ورفاق الطفولة والصبا، في رحلتي نحو الأودية، التي يبعث فينا الحنين لرؤيتها هطول المطر، أجدني مع أصدقائي نلقي بحزمة أسئلة بيننا ونتقاذفها، ثم سرعان ما تتبخر كتبخر السحب، بمجرد أن نغادرها، أسئلة تدور حول مشهد الأودية، وبخاصة واديا «بيشة وعتود»، وهما الواديان الأشهر اللذان يلفان خصر محافظتي خميس مشيط، فلم تكن بالأمس القريب كما هي اليوم، هذا ما ألفته أنا وأعرفه، ربما كبار السن أعرف مني في هذا الشأن، يعرفون كيف كانت وكيف هي الآن، لكنني أتساءل مع الأصدقاء،

وأقول: ما الذي يحدث بحال أوديتنا؟ هل هي تمارس الرجيم بحقها؟ أم أنها أخضعت لعمليات جراحية تجميلية عنوة عنها؛ لكي تنافس «قدود الحسناوات»؟ لست أدري.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة