Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 09/06/2013 Issue 14864 14864 الأحد 30 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ونحن نختتم عاماً دراسياً مضى بخيره وخيره، ولم يتبق منه إلاّ أيام معدودات، نتطلّع إلى عامٍ دراسي جديد إن شاء الله يحمل في طياته التجديد والتطوير، ويسعى بكل جدّية إلى توظيف الخبرات، والاستفادة من العثرات، سؤال يراودنا (في كل عام) (كيف نبدأ عاماً دراسياٍ جديداً)،

سؤال يتردّد لدى كثير ممن عاصر التربية سواء من القيادات الإدارية والتعليمية أو القيادات الفنية، بل يكاد يراود جميع عناصر العملية التعليمية من طالب ومعلم وإداري ومدير وولي أمر، ولعلِّي أجول قليلاً في بعض بيانه وتفصيله وبعض من إجاباته، علّنا نضيء شعلة أمل في دروب التغيير والتطوير التربوي المنشود بإذن الله،

ففي كل عام.. تعاني مدارسنا من رتابة البداية وبطء الانطلاقة واهتزاز الصورة، وتأخر توفير بعضٍ من الاحتياجات الأساسية المدرسية، وتأخير في استكمال الطاقم الإداري أو التعليمي في المدرسة، واضطراب في استقبال القرارات الجديدة التي لم تتم تهيئة الميدان لها.

وفي كل عام.. لا تستقر معظم مدارسنا فعلياً إلاّ بعد مضي عدة أسابيع، لأنها لا بد أن تعيش نفس المشكلات، ولا بد أن تمر بنفس الدورة مع إدارات التعليم ومع وزارة التربية والتعليم ومع أولياء الأمور، وأحياناً مع مؤسسات أخرى كالدفاع المدني وأمانة المدينة.. وغيرها.

وفي كل عام.. تصاب وزارتنا وإداراتنا التعليمة والتربوية بحمى العمل المسعورة قبل بدء العام الدراسي بأسبوع بعد سبات عميق، ويعيش المعلم والمدير والطالب وولي الأمر الهموم نفسها، ويتلقّى العديد من الوعود نفسها، والقافلة تسير كما اعتادت، والكل يحيل المشكلة إلى جهة أخرى والمجتمع والطالب هما من يدفعان الضريبة.

وفي كل عام ... يواجه القيادي نفس مشاكله ويصدر نفس قرارات وتعميمات سابقيه ويدور في نفس دائرته وبوتقته، ويحتار المدير كيف يوفر طلباته، ومن هو كادره، ويتساءل المعلم الجديد أين سيكون مصيره وكيف هي إدارته، والطالب ماهية مناهجه وطلبات معلميه ونظام مدرسته، وتعيش الأسر في هموم اختيار المدرسة المناسبة لأبنائها وبناتها، وكيف توفر متطلّباتها وتتأقلم مع روتين لوائحها وأنظمتها.

وفي كل عام.. يزور المسؤولون المدارس، ويصرحون بأنّ كل شيء على ما يرام، وتستعد المدارس بكل طاقاتها لكي يرى المسؤول ما يسره، ولكي يسمع ما يسعده، ونبرر لوزارتنا كل تقصير، ونغفر لإداراتنا كل تفريط، ويتحمل المسؤولية عن ذلك كله الآخر الذي لا نعرفه وإذا عرفناه، فقد لا نستطيع في كثير من الأحيان الوصول إليه.

في كل عام.. لا نسأل أنفسنا.. لماذا يحدث كل هذا بداية موسم دراسي جديد.. لماذا لا نستفيد من أخطائنا السابقة وعثراتنا المتكررة،.. لماذا لا نعاود استحضار تجاربنا في أعوامنا الماضية - وهي عديدة وثرية - نحييها ونعيشها مرة أخرى نسترجعها، ونستمع بقلوب مفتوحة وآذان صاغية لمن عايشها أو أثنى عليها أو نقدها، فنأخذ ونطوّر حسنها وإيجابياتها ونستبعد أو نقوّم مساوئها وسلبياتها ، لماذا لا نلتفت بعناية وتمحيص لبنيان وجهود سابقينا ولتغيرات واقعنا ولدراسات خبرائنا وتوصيات ملتقياتنا، وقرارات لجاننا، ونقد غيورينا، وابتكارات مبدعينا، ومقترحات محبينا؟

في كل عام.. لماذا لا يوجد التخطيط السليم الذي يساعد على وضوح الرؤية للجميع (المدرسة، الآباء، الأبناء، المهتمون، .. الخ) ويعين على انسيابية العمل، فيزيل عنصر المفاجأة المتكررة ويمكن المؤسسات التربوية على تجنيد الطواقم التعليمية والإدارية الكافية في الأماكن و الأزمنة المناسبة.

وفي كل عام.. لماذا لا توجد قنوات التواصل الفاعلة بين جميع عناصر المنظومة التعليمية رؤساء ومرؤوسين ومنتفعين، وبالتالي تصبح الصورة واضحة وتتلاشى الاجتهادات الشخصية والقرارات العشوائية التي قد تسهم في مزيد من العرقلة.

في كل عام.. لماذا لا يوجد التقويم الصادق الذي يشخص الواقع ويتأمل الماضي ويعطي الحلول المناسبة لتلك المشكلات المزمنة، فيسهم في القضاء عليها ومنع تكرارها

وفي كل عام.. لماذا لا توجد المحاسبية الحازمة التي تضع النقاط على الحروف وتقيم المعوج، وتبتر التالف من الأعضاء، وتقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.

لماذا لا نملك الجرأة أن نقول أكثر من ذلك.. في كل عام، غير أننا نجزم بأنّ تكرار تلكم المشكلات (في كل عام ) يحتاج لوقفةِ متأمّل وحكمةِ متبصّرٍ وسعي مخلص في سبيل الوصول لدرجات رفيعة من التميُّز والتطوُّر في مجال التربية والتعليم ننشده ونسعى إليه بإذن الله،

وكل عام وقيادتنا ووطننا ووزارتنا ومجتمعنا بألف خير.

في كل عام..!
د. عبد الإله بن عبدالله المشرف

د. عبد الإله بن عبدالله المشرف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة