Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 09/06/2013 Issue 14864 14864 الأحد 30 رجب 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ها هو مفتي السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ينوه بموقف الشيخ يوسف القرضاوي ضد إيران وحزب الله، بل و يشكره على رجوعه إلى موقف كبار علماء المملكة، الذي كان واضحاً من “هذا الحزب الطائفي المقيت منذ تأسيسه”. وذلك تعليقاً على ما صرح به القرضاوي عن “العدوان السافر الذي يقوم به حزب الله متضامناً ومتعاوناً مع النظام الظالم في سوريا ضد الشعب السوري الشقيق”.

وكان القرضاوي قد ذكر “أن الثورة السورية أجْلَت الحقيقة وبيّنت حقيقة حزب الله وشيعته الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله”.

والسؤال: هل ستؤدي تصريحات وتراجعات الشيخ القرضاوي الأخيرة إلى تغير حقيقي في موقف الدول العربية، وتحديداً تلك التي وصل فيها الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم؟، وبشكل أدق مصر..؟

حيث تواصلت انتقادات عدد من المراقبين (المصريين)، لما وصفوه بالتعامل غير الواضح المعالم مع الأزمة السورية من قبل الحزب الحاكم في مصر، والذي اكتفى ببيانات وتصريحات باردة، دون أي مبادرات جدية مثل تلك التي أقدمت عليها دول الخليج، ابتداء باستدعاء سفراء إلى محاصرة تمويل حزب الله، أضف إلى ذلك المواقف الخليجية الصارمة المعلنة، الدول ذات التأثير، وفي مقدمتهم السعودية!

بل تخيل مواقف إيجابية لدول مثل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا البعيدة وغيرها، في ظل غياب مصري أمام القتل والقمع والمجازر على الأراضي السورية العربية.

الدكتور باسم خفاجي رئيس حزب التغيير والتنمية بمصر كان قد وصف موقف الحكومة المصرية الراهنة من الثورة السورية بالمشين.

وبالمناسبة، الانتقادات للموقف المصري من الأوضاع في سوريا ظهرت منذ أول مؤتمر لأصدقاء سوريا، حينها وُصف الموقف الرسمي المصري بـ”الغامض والمتردد”.

‏كان الإخوان يروجون أنهم من سيحدث التوازن المطلوب في المنطقة، بعد العجز المصري في العقد الأخير الذي حكم فيه الرئيس السابق حسني مبارك، وكان التسويق عن دور حيوي يدعم الأمة العربية في مواجهة التمدد الإيراني الفارسي! لكن النظام الإخواني الحاكم في مصر اتجه عكس البوصلة العربية والدولية، واختار التقارب المبكر مع إيران عبر سلسلة زيارات واتفاقات وتسهيلات، وهو الأمر الذي قد يفسر العجز والصمت المصري عن عون الشعب السوري أمام آلة القمع الأسدية، والدعم الإيراني المعلن والصريح..!

حتى في قمة صوت معركة القصير ظلوا صامتين، وظهر الإخوان اقل ضعفاً سياسياً في الداخل والخارج، وأكثر انتهازية مضللة على حساب مصالح الشعوب والمنطقة والعرب إجمالاً.

وفيما كانت الأسلحة تشحن من طهران إلى سوريا، وقيادات الحرس الثوري تحتل الأراضي السورية العربية، وتأمر حزب نصر الله اللبناني بالدفع دون هوادة بالرجال والمال والعتاد، وفيما نصر الله - حاكم لبنان! - يخرج في كل مناسبة لدعم قتل الأسد لشعبه العربي المسلم، كانت مصر تتحدث عن وفود سياحية واقتصادية من وإلى إيران!.

لقد كشفت الحالة السورية وفي قمتها وضع الإخوان القائم على الانتهازية الخطر على حساب قضايا الأمة، وهو أمر متوقع ممن يستغل الدين كله لأهداف سياسية.

لكن هذه الفضيحة الإخوانية السياسية والإنسانية ضد العروبة والأخوة هي البرهنة الأدق على الفكر الانتهازي الخطير الذي يحرك حزب الإخوان السياسي الحاكم في مصر، إلا أن دماء السوريين لا تتحمل مثل هذه اللا مبالاة الخطرة والاصطفاف الإخواني إلى جانب إيران وحزب الله شكلاً ومضموناً، حتى الآن على الأقل!.

تراجع القرضاوي.. لكن أين مصر - الإخوان - من سوريا؟
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة