Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 10/06/2013 Issue 14865 14865 الأثنين 01 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

متى يكون الصيف رحيمًا بنا في طقسه ومتطلباته؟ سؤال يستعرض الجميع عوالمه وأبعاده في كل عام، إلا أن المتأمل في تفاصيله واحتياجاته يجد أنها باتت أكثر تعقيداً، وقد كنّا نحسب أن بعض التحدّيات والإخفاقات باتت تجربة لن تتكرر إلا أنها تعود مع بداية كل صيف وكأن شيئاً لم يكن للأسف!! فالبعض منّا لا يزال يؤمن بأن لا بد له أن يشد رحاله ويحمل الأمتعة وحقائب السفر ليركب السيارة أو يحجز مقعده بالطائرة، أو على ظهر عبارة نحو أي مكان في العالم، فالمهم أن يرتحل ويبتعد عمّا يزعم أنها عوالم الروتين والملل.

وقد يكون الصيف أرحم في بعض المناطق ليس من قبيل المناخ والطقس واعتدال الأجواء فحسب، إنما لهدوء فواتير الطلبات الصيفية، وانخفاض تكاليف أسعار الجولات السياحية، والسعي إلى مهادنة سُعار الشقق السكنية وغرف الإيواء من فنادق واستراحات ومخيمات حتى وإن كانت متواضعة.. فالقليل من ذلك قد يكون من قبيل الرأفة بنا في هذا الصيف!!

أما القطاع الخاص أو الأهلي فإنه في كل عام لا بد أن يدخل على الخط ويعيد اسطوانة المثل العربي المكررة (الصيف ضيعت اللبن) أي أن وعوده للزائرين والرواد والزبائن لا تعدو مجرد فرصة تفلت منه في كل عام.. فلا يجد عند هؤلاء إلا القليل من السيولة، لأن أكثرها و(أدسمها) يذهب للخارج.. فمتى ما كان معه المال الوفير فلماذا يأتي إلى ما هو محلي..؟

فلن يأتي لهذه البرامج والمشاريع السياحية الداخلية سوى العابرين من مناطق إلى أخرى أو من يود الفرجة بأقل التكاليف، أو المقترضين أو المدعوين إلى مناسبات آنية وحسب.

(100 فعالية صيفية) أو أكثر أو أقل شعار يعلق في كل عام، إلا أنه يغلب على مثل هذه الأنشطة سطحيتها وبساطتها وعدم جدواها من حيث المضمون أو الهدف الربحي الذي يسعى القطاع الخاص إلى تحقيقه حتى بات محبطاً لكثرة ما يقدم ويدعم ويستعد ويخطط.

وحينما تدقق في هذه الفعاليات لا تجد لها رابطاً معيناً تدور حوله، فلا يتورعون عن استضافة أي مغامر أو (مفحط سابق) على سبيل المثال وبعد قليل يأتون بالمسرح، وقد يقربون الفن التشكيلي، ولا يلبثون إلا وهم في حلقة طبية، أو وعظية، أو إنشاد، أو مشاهدة عقارب وحيات، أو مشهد عارض من سرك بشري أو حيواني.

(كوكتيل) أو (مكس) أو خليط عجيب في فعاليات كل صيف.. يختلط فيه الحابل بالنابل لتتشابك في هذه البرامج السنوية أنشطة تدعي الترفيه وأخرى تنشد التسلية وفي وجهها الآخر تبحث عن كسب أو أي هدف مادي ينقذ هذه البرامج من أتون هذه الفوضى العارمة.

أما المناسبات الأسرية والأعراس أو عيادة المريض أو العمرة أو أي سبب خاطف قد يكون من قبيل السياحة المحلية الخاطفة، إلا أن الأمر الواضح هو أن البعض يهرب بلا شك من أجواء الحياة المعتادة على نحو دوام العمل والمدارس، بل وحتى مثل هذه المناسبات التي لا دور لك فيها أو فائدة.

أما ما ينكِّه صيفنا هذا العام فإنه شهر رمضان المبارك في منتصفه، وما تتوعدنا فيه الفضائيات في أحد عشر مسلسلاً محلياً، وأضعافها عربية، ومثلها تركية وغيرها.. كلها ستكون لقتل وقت الصيف وليالي الإجازة حتى نعود إلى حالة تأففنا من أجواء الدراسة والعمل وروتين الحياة المعتاد من جديد.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
صيفنا أرحم !!
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة