Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 12/06/2013 Issue 14867 14867 الاربعاء 03 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حكاية الأحلام حكاية كبيرة، ومع أنني لست مفسراً للأحلام، ولست شيخاً متخصصاً إلا أنني ألاحظ الحجم الكبير من إقبال الناس على تفسير الأحلام، بشكل مذهل هذه الأيام، حتى باتت تجارة مربحة لعدد من القنوات والإذاعات التي تستقطب عدداً من المشايخ الذين تخصصوا في هذا الشأن

، ومنهم أشخاص دخلاء، وهم الأغلب، ومع إيماني الكامل بأن الأحلام هي من بقايا النبوة، حيث إن منها ما يمكن أن يتنبأ لك بالمستقبل، إلا أن نسبة هذه الأحلام قليلة جداً، ويكاد يكون معدوماً، لأن أمر الأحلام ذات التنبؤ لا بد أن ترتبط بدرجة عالية من الإيمان لدى ذلك الشخص والشفافية المفرطة التي تجعل من عقله الباطن قادراً على الكشف.

وأنا لا أريد هنا الحديث عن حجم الاستغلال من قبل عدد من القنوات ومفسري الأحلام لخوف كثير من أبناء المجتمع من الأحلام، وقلت خوفهم، وليس جهلهم، لأن الخوف هو المحرك الأساس لهم في اللجوء إلى المفسرين بهذه الكثافة، الأمر الذي دعا بعض القنوات المختصة في هذا الشأن إلى فتح مجال تفسير الأحلام على الهواء مباشرة من 3 إلى 5 ساعات يومياً، طبعاً عن طريق الاتصال الهاتفي الذي يدر على القناة دخلاً مادياً قوياً، إلى جانب الرسائل النصية القصيرة عن طريق الهاتف الجوال.

الخوف يا سادتي هو الذي يدعو كثيراً من أبناء المجتمع وكثيراً من الناس لمعرفة سر الحلم الذي رآه، وربما يكون تكرر عليه أكثر من مرة، وهؤلاء المتصلون رغم أن كثيراً منهم متعلمون وقلة منهم من لا يحمل الشهادة الجامعية، إلا أن هناك قصوراً لدى هؤلاء، نتج عن طريق الخوف، ومن الناحية النفسية عندما تخاف، يتحوّل ما تخاف منه إلى شبح يطاردك، وإخواننا المصريون لديهم مثل شائع يقول “اللي يخاف من العفريت يطلع له” وهو بالضبط ما يحصل لهؤلاء الذين تقلقهم الأحلام، فعندما تحلم بكابوس مثلاً، وتخاف منه، وتظل تفكر فيه، وهل له معنى، وتسعى جاهداً لتفسيره، يجعله يتكرَّس أكثر في عقلك الباطن، ومن هنا يكون عقلك الباطن مهيأ لإعادة هذا الحلم كرة أخرى، بمعنى أنك معرض لأن يتكرر عليك الحلم ثانية وثالثة، وحين يتكرر تعتقد جازماً أن هناك رسالة من وراء هذا الحلم، بينما الرسالة الحقيقية التي يريد قولها، هو خوفك الشديد وقلقك منه، ولو تحليت باللا مبالاة الحقيقية، وتركت الأمر لله، ولم تقلق، غالباً لن يتكرر ذلك الحلم، وأتمنى فعلاً من أي قارئ من القراء الكرام أن يعمل على الاطلاع أكثر في هذا الجانب من خلال القراءة في الكتب المتخصصة في هذا المجال والتي على رأسها، كتاب بعنوان “ قوة العقل الباطن” وغيره من الكتب التي تكشف حقائق العقل الباطن.

وقد أعجبني كثيراً الكلمة التي تفضّل بها سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الذي شنَّ هجوماً من خلالها على بعض الرقاة ومفسِّري الأحلام، الذين يفرّقون بين الناس - على حد وصفه - وينهبون أموالهم، بحجج واهية، ووصفهم سماحته، بأنهم دجالون مبتذون وكاذبون، وأن منهم من يوهمون الناس بأنه مصاب بالسحر أو العين، وأنه لا بد أن يواصل معهم مدة تصل لستة أشهر كي يبتزوا منه مالاً كثيراً.

وهو واقع فعلي، يجعلنا نشيد بالخطوات التي تتم من خلال تشكيل لجنة من وزارة الشؤون الإسلامية والشرطة لمتابعتهم ووضع تنظيم لهم، كي لا يستمروا في الضحك على الناس، واستغلالهم، ولنا عودة في مقالات قادمة للتوسع في هذه الموضوعات أن شاء الله.

k.khodare@gmail.com
كاتب وإعلامي

الأحلام والبزنس
خالد الخضري

خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة