Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 12/06/2013 Issue 14867 14867 الاربعاء 03 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

أثارت الأنباء التي تم تداولها مؤخراً عن قيام جهات استخباراتية أمريكية باختراق خصوصية الكثير من الناس عبر الإنترنت استغراب وغضب المواطنين الأمريكيين وغير الأمريكيين. أعرف لماذا يغضبون من تجسس الأجهزة الاستخبارية الأمريكية ولكنني لا أعرف لماذا يستغربون!

إذا أردنا أن نتحدث بصراحة لا بد أن نقول إن وظيفة هذه الأجهزة هي التجسس. قد تكون كلمة «تجسس» ثقيلة، ولكن ما الفرق لو استبدلناها بصيغة أخرى وقلنا إنها «جمع معلومات»؟ وإذا كانت مهمة هذه الأجهزة هي «جمع معلومات» عن كل شيء كيف نتوقّع ألاَّ توظّف «الإنترنت» في إنجاح تلك المهمة؟!

لقد كنا نسمع منذ وقت طويل أن كل ما له علاقة بالإنترنت وكل ما يتم تجمعيه من معلومات شخصية وغير شخصية يعتبر كنز معلومات لا يقدَّر بثمن لأجهزة الاستخبارات. ولن يتعذّر على أي سلطة أن تجد المسوغات السياسية والقانونية لدس أنفها في حسابات الناس وملفاتهم لمعرفة أدق التفاصيل عنهم سواء كانوا في موضع اتهام حقيقي أو لمجرد الشك بسبب استخدامهم لمصطلحات معينة أو ورود أسماء لأناس مشبوهين في المعلومات التي يتداولونها في الإنترنت.

وهذا ما فعلته وكالة الأمن القومي الأمريكية، أو الحكومة الأمريكية نفسها، حين استصدرت موافقة من الكونجرس الأمريكي لإجازة ما تفعله وحين استسمحت محكمة سرية فسمحت لها بذلك، حسب ما جاء في الأنباء. وقد ترتب على ذلك إقامة برامج حكومية لمراقبة الهواتف والإنترنت وتم اختراق خوادم أو سيرفرات تسع شركات للإنترنت لتعقُّب الاتصالات.

أعتقد أن تبني الإعلام لهذه القصة هو الذي أثار كل هذا الاهتمام لأنه ليس من المتوقّع أن تتعفّف أي جهة استخباراتية عن الغوص في ركام المعلومات المتوافرة على الإنترنت وسوف تجد دائماً الأعذار والمبررات للدفاع عن نفسها. كما أن أحد الأسباب لا بد أن يكون ذا علاقة بالمماحكات السياسية بين الخصوم السياسيين ومحاولة إحراج الرئيس باراك أوباما الذي يُنظر إليه على أنه يأتي من خلفية لا تسمح بمثل ذلك السلوك.

سوف تمر العاصفة بسلام، وسوف تستمر أجهزة الاستخبارات بجمع المعلومات عن طريق الإنترنت وعن أي طريق ممكن؛ وعلى الإنسان الحصيف أن يتعامل بذكاء مع الإنترنت. فحينما تطلق العنان لنفسك وأنت أمام لوحة مفاتيح جهاز كمبيوترك أو هاتفك الذكي تذكَّر أنك لست وحدك وأن «الأخ الأكبر» الذي وصفه جورج أورويل في روايته 1984 (ترجمها للغة العربية المرحوم الأستاذ عزيز ضياء) يراقبك؛ فانتبه!

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض

على وجه التحديد
يتجسسون عليك..!!
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة