التدريب له مفهومان: مفهوم حسب رأي الموظف بأنه تقدير من مديره أن يحضر دورة تدريبية سواء مناسبة أو غير مناسبة ومفهوم علمي تزويد واكتساب الموظف معارف وقــدرات ومهارات تلبي حاجة الوظيفة التي يقوم بها، إذا هناك حاجة للموظف يحصل عليها ليؤدي مهام الوظيفة وليس تقديرا أو حبا من مديره.

إن مكان عملية التدريب وموعدها مهم جداً للمتدرب، كما إن محتوى التدريب أهم عنصر هناك شريحة من المتدربين لا يعرفون محتوى التدريب وليس هناك صلة تربطهم، بالتالي فالاستفادة شبه معدومة، كما أن الفروقات في الخبرة والعمر عائق آخر يعيق الاستفادة. من الضروري ربما أكون مخطئاً لكن هذا هو رأيي معاهدنا العربية ومراكز التدريب لا تراعي خبرة الموظف لحضور دورة تدريبية معينة، كما يحدث في الغرب وأمريكا هناك مراكز تدريب غربية تشترط شروطا كثيرة لحضور المتدرب: هل هذا يحدث في بعض مراكزنا العربية؟! لا أعتقد ذلك.. وأتمني أن أكون مخطئا مرة أخرى.

شهادة الموظف العلمية التي يحصل عليها مهما تكن ما هي إلا مفتاح للحصول على الوظيفة، وتبقي هناك فجوة بين المهارات والمعرفة وبين ما يملكه الموظف. هذه الفجوة تختلف من موظف إلى آخر، وتعتمد على الاستفادة من عملية التدريب والاختيار الصحيح لمحتوي التدريب. إن الاحتياجات التدريبية (TNA) عملية صعبة، وتقع على عاتق المدير المباشر ومدير التدريب والأهم من ذلك وجود وصف وظيفي واضح للموظف مع عدم وجود وصف وظيفي تصبح العملية التدريبية مضيعة لوقت المنظمة وإهدار الأموال. فكيف نحدد حاجة الموظف للتدريب مع انعدام وجود وصف وظيفي. من المهم أنْ يقيم الموظف عملية التدريب ومدي الاستفادة منها، وهنا أهمس في آذان المديرين: اطلبوا من الموظف أن يلقي محاضرة مختصرة عن تدريبه لزملائه الموظفين، وذلك بهدف استفادته من الدورة وحرصه لحضور الدورة وممارسة عملية إلقاء محاضرة.

وكما هو معروف؛ فهناك طرق عديدة في أساليب التدريب منها التدريب الجماعي والفردي وعلى رأس العمل يتم تحديد أسلوب التدريب حسب حاجة الموظف والوظيفة ومدي حجم الفجوة بين مهارات الموظف ومتطلبات الوظيفة. إن اختيار لغة التدريب هناك بعض الموظفين يحضر دورة باللغة الانجليزية علما أن لغته لا تساعده بالمشاركة الفعالة، فيشعر بالحرج وتنعدم الاستفادة. إن عملية اختيار مكان التدريب أقصد المعهد أو الدورة عملية صعبة في ظل غياب المعلومات؛ لذا يوضع معايير علمية لإنشاء ومتابعة مراكز ومعاهد التدريب بما يضمن فاعليتها في التأهيل المجدي للموارد البشرية لممارسة العمل وتحسينه وتطويره، وهذا هو دور إدارة التدريب بوضع قائمة معتمدة لمراكز التدريب وتأهيل المراكز الجديدة ضمن معايير تؤمن بها المنظمة. ملايين الريالات تصرف في عملية التدريب فهل العائد يتناسب معها: سؤال يطرح كثيراً. هناك بعض المديرين لا يعي تقدير حاجة موظفيه للتدريب ولا يؤمن بالعملية التدريبية، وهذا يعتبر عائقا في تطوير المنظمة؛ فينبغي على الإدارة العليا أن تتابع عملية التدريب. وأخيراً .. من مميزات التدريب أنه يساهم في تطوير سلوك المتدرب وتأكيد معلوماته ويساهم التدريب في استمرارية المتدرب في عمله وبناء طموحه المهنية ويساهم في التدريب في اكتشاف إبداعات الموظف المهنية، وأحيانا يكون مطلبا لعملية الترقية أو العلاوة السنوية.