الكتابة التحليلية أسلوب واضح مباشر من خلاله يتم إيصال المعلومات الفنية إلى القارئ ليعلم فوراً أهمية الموضوع ولماذا؟ دون الحاجة إلى بهرجة اللغة والغوص في بحر التفاصيل. الكتابة التحليلية يجب أن تعبر عن الفكرة ببساطة وباختصار وبشكل مباشر بعيداً عن الهراء الذي قد يحتويه الأسلوب النمطي. الأسلوب التحليلي يعني بتوصيل الفكرة إلى القارئ بلا زيادة أو نقص. التحليل يعني تفكيك الموضوع ومعرفة مكوناته وكيف يعمل والغرض منه والنتائج المترتبة على معناه. الأسلوب التحليلي هو الأسلوب الذي خلاله يقوم الكاتب بعملية هضم أولى للموضوع إذا صح التعبير ثم تقديمه مهضوماً للقارئ. كثيرمن المواد المقروءة سواء خطابات العمل أو تقارير أو مقالات صحفية يكتنفها أحياناً بعض الضبابية في المعنى تجعلنا نتساءل عندما نصل إلى الجملة الأخيرة يا ترى ماذا يعني الكاتب؟ الكتابة التحليلية يجب ألا تجعل مثل هذا السؤال يتبادر إلى ذهن القارئ. التحليل ليس عملية تقويم تهدف إلى الخروج بحكم على مختلف القضايا وبالتالي تعكس رأي الكاتب وتكشف الخيارات المفضلة لديه. الكتابة التحليلية تتجاوز مجرد التلخيص الإنشائي للأفكار والتصورات إلى مرحلة التساؤل المعمق المبني على الملاحظة المجهرية للخطوط الفاصلة بين الإيجاب والسلب وبين المشتبهات والمتناقضات وبين الإفراط والتفريط والمبالغة والاقتضاب، على سبيل المثال: الكتابة التحليلية تعنى دائماً بالتساؤلات والبحث عن إجابات لها، تساؤلات مثل لماذا وكيف؟ ما هي الأهمية الكامنة في ذلك الموضوع؟ لماذا أخذ الموضوع هذا المنحى أو ذلك الاتجاه؟ لماذا تحول إلى عرف سائد مسلماً به؟ هل الاستخدام تقليد أعمى أم محسوب؟.. قد يلجأ الكاتب التحليلي إلى أسلوب التباين مع الضد لتوضيح المعنى، كأنه يكتب قاموساً مفهرساً يحتوي على قائمة بالمعاني وأضدادها.. أي بمعنى آخر الكتابة التحليلية يجب أن تعبر فقط عن الحقائق والتطبيق الواقعي، وللقارئ حرية استخراج المعنى واستنباط المغزى.