الجميع تابع عبر وسائل الإعلام المختلفة تصريح الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تجاه علماء المملكة في موقفهم تجاه (ما يسمي حزب الله)، وأعلن تبرؤه من هذا الحزب وأيضاً قوله إنني كنت أختلف مع علماء المملكة في شأن الحزب حتى تبين أن قول علمائها هو الأنفع والأصوب، وقد ثمن سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة للشيخ القرضاوي يقظته واستدراكه لمخططات هذا الحزب الطائفية وطالب مفتي عام المملكة العربية السعودية بتكاتف علماء المسلمين والتوحد للتصدي لمخططاته، هذا الموقف من الشيخين الجليلين يسجل لهما لتوحيد علماء أهل السنة والجماعة في العالم الإسلامي الذين البعض منهم انخدع في حزب الله كما انخدع الشيخ القرضاوي به ومعظم الدول العربية ولاسيما بعض الشعوب الذين تأثروا بحزب الله وطروحاته ولاسيما أمينه حسن نصر الله من خلال خطبه الرنانة والسيناريو الذي رسمه وانطلى على المنخدعين به في حرب أيلول 2006م الذي يدعي فيه أنه انتصر على إسرائيل وقام بدحرها والشواهد على كذبه واضحة لا تحتاج إلى براهين، يكفي تدمير الضاحية الجنوبية وما جاورها أكبر شاهد على دجله، لهذا لابد من توظيف هذا الموقف النبيل للشيخين لتوعية أبناء العالم العربي بصفة عامة وبعض طلبة العلم الذين يجهلون حقيقة هذا الحزب من خلال تصريحات أمينه حسن نصر الله عندما نادى بنصرة نظام الأسد ضد ما سماه الإرهابيين والعصابات المسلحة خصوصاً في مدينة القصير، وقد بشر بأن النصر قادم عليهم لأنه يعلم أنه يملك ترسانة أسلحة مزود بها من قبل أسياده الإيرانيين ومرجعه على خامنئي الذي كثيراً ما يصرح في خطاباته بها وثبت بما لا يدعو للشك أن نصرته لبشار الأسد هي ترسيخ للطائفية مهما نادى بعبارة المؤامرة وإدخال محاربة إسرائيل في خضم هذه الأحداث، لأنه يهدف إلى استمرار خداعه للشعوب العربية بأنه خنجر للوقوف في وجه إسرائيل والمخططات الغربية ويتناسى أنه يمثل مخططاتهم وتمزيق الأمة العربية كما يحصل في أحداث البحرين ودول الخليج الأخرى التي يتم تنفيذها بتوجيهات إيرانية طائفية، علماً بأن الشيعة في دول الخليج طيلة تاريخهم الحديث لا توجد عند معظمهم هذه النعرات والصراعات ويعيشون بوئام واحترام مع إخوانهم السنة.. لهذا أطالب علماء المسلمين سنة وشيعة بكشف مخططات هذا الحزب وأهدافه البغيضة التي كشف عنها بعض علماء الشيعة في لبنان كأمثال علي الأمين والموسويأمين الحزب السابق وغيرهم من علماء الشيعة المعتدلين، لأن ما أقدم عليه هذا الحزب يعتبر جريمة بحق الأمة العربية والإسلامية لأنه يخدم أعداءها ولاسيما الصهيونية العالمية التي همها الأول والأخير إضعاف العالم الإسلامي، ومن وسائلها نشر الطائفية أيضاً مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بمباركة التقارب الذي ثم بين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يمثله الشيخ القرضاوي وعلماء المملكة التي يمثلها المفتي العام للمملكة، لأن هذا التقارب سوف يسد هذه الفجوة التي كانت تقلل من علماء المملكة وبأنهم غير معاصرين ولا يوظفون مقاصد الشريعة وفقه الواقع كما يجب، والواقع خلاف ذلك الذي أثبتته الأحداث الأخيرة في سورية.

والله من وراء القصد.