Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 13/06/2013 Issue 14868 14868 الخميس 04 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في مشهد مرئي طريف؛ أظهر بطة تائهة معها أبناؤها الأربعة، حيث ضلت تلك البطة الطريق، فبدلاً من التوجه للبحيرة وجدت نفسها فجأة وسط أحد شوارع موسكو المزدحمة بالسيارات! فارتبكت وأربكت حركة مرور الشعب الحضاري الذي اضطر لتوقيف سياراته ليسمح للبطة وأبنائها بالعبور! بيد أنها وجدت نفسها في ورطة وهي ترى تبدد أطفالها بين السيارات، فأصابها الذعر واعتراها الهلع وأخذت تراوح جيئة وذهاباً حتى كاد فؤادها أن يكون فارغاً كفؤاد أم موسى.

وحينما استرعى المنظر المحير أحد المواطنين؛ نزل للشارع متطوعاً لتوجيه البطة، إلا أنه لم يستطع جمعها وأولادها وإرشادهم لطريق البحيرة! فاهتدى لطريقة بارعة هي نزع ربطة عنقه ومسك طرفها بإحدى يديه ليجعلها تتدلى وتتحرك أشبه ما تكون بذيل البطة! وبدأ بالجري وتبعته البطات الصغيرات وهي تتقافز بخفة، والبطة الأم تهرول خلفهم، حتى وصل المواطن المتحضر بحيرة موسكو. وما كنت معهم هناك لتستمتع بمرأى البطات وهي تسبح بالبحيرة. ولم يكن من المواطن إلا التلويح لها بيده وهو يودع الأسرة التائهة وكأنه يحمد الله على وصولها بسلام وأمن وطمأنينة بعد مسيرة أكثر من نصف كيلو متر، ويوم حافل بالخطر والتعب والإرهاق.

استوقفني المشهد المخضّل بالإنسانية وأعادني لخبر نشرته الصحف عن مقتل طفل سعودي بيدِ والده بهدف تأديبه.. وهو من الأخبار التي أصبحت في حكم العادي بسبب حالة العنف ضد الطفولة، والتي تشهدها بلادنا وكثير من البلدان العربية والإسلامية كأقدار يواجهها الأطفال من لدن أحد والديهم أو معلميهم.

والإحصائيات المخيفة التي تنشرها مراكز الأبحاث والدراسات حول العنف ضد الأطفال تصيبنا بالعجز والقهر، حيث توضح آخر إحصائيات في المملكة بأن العنف الجسدي يحصل بنسبة 32% للأطفال أقل من سن خمس سنوات، و27% للأطفال بين 5-10 سنوات، و27% الأطفال بين 10-15 سنة و15% للمراهقين بين 15-18 سنة، فضلاً عن العنف النفسي المرافق له مثل الخوف والانسحاب وتقلب المزاج والتأخر في النمو العقلي والعدوانية والحزن والاكتئاب أو القلق، مع صعوبة بناء العلاقات مع الآخرين، والخوف من الاعتراف بوقوع العنف بسبب ما يمكن أن يلحقه من إيذاء، ناهيك عن فقد الثقة بالنفس والسلوك الإيذائي أو الانتحاري تجاه الذات.

ومثلما نحارب الإرهاب والتخريب؛ ينبغي مكافحة جميع أشكال الإيذاء الموجه للطفولة؛ لينعم أطفالنا بحياة هادئة آمنة داخل أسرهم ومجتمعهم.. اللهم احفظ الطفولة وصن ابتسامتها، يا رب.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
بين البطة الروسية والطفل السعودي..!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة