Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 13/06/2013 Issue 14868 14868 الخميس 04 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تصرخ وتئن الخطوط السعودية من الإعلام، باعتباره يكشف وينتقد كل الأخطاء الصادرة عن الخطوط وغيرها من المؤسسات، هناك مؤسسات لديها وعي بعمل الإعلام كسلطة رابعة، ترد على ما يرد فيه من مواضيع وشكاوى، وتعتبر ما ينقله أداة تقويم وتعديل للأخطاء وليس صادراً عن خصوم تتربّص بالمؤسسة. أما الحال مع الخطوط السعودية فهو يختلف تمامًا، إذ إنّ الاعتقاد السائد لدى إدارتها أنّ الإعلام هو وسيلة للتلميع وإبراز الصور الملوّنة ومد الصفحات بأخبار الحفلات والرحلات واللقاءات، من هنا أتصوّر أنّ بداية الإشكالية الفكرية لدى الخطوط السعودية هو العيش وسط هذا الاعتقاد المغلوط، مما ينتج عنه النظر بدونيّة تجاه الإعلام والعاملين فيه، بل إنّ بعض كبار مسؤولي الخطوط السعودية أقحموا أنفسهم وسط مواقع التواصل الاجتماعي، وصاروا يتكلمون بأساليب أقل من أن تصدر عن مسؤول أو موظف يحاول الدفاع عن مؤسسته بلغة مهذبة وراقية، فاتجه - بعضهم - إلى محاولة تشويه الأقلام الأمينة، وذلك بخوضهم في معارك فكرية الهدف منها التأليب والتشويه، باستخدام معارك فكرية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إنما مجرّد تصفية حسابات مع إعلاميين يحملون أقلامهم ويكتبون بها بخط النزاهة الذي لا يُحابي ولا يرجو مصلحة!

إنّ من يطالع صفحة أحد كبار مسؤولي الخطوط السعودية على تويتر، يفهم جيداً طريقة تفكير هذا الجهاز، والذي قد يستخدم أساليب غير راقية لتشويه مخالفيه، فبدلاً من التواصل والتوضيح والعمل على التصحيح، وهذا ما تقوم به المؤسسات التي تبحث عن التقدم وتلافي الأخطاء المستقبلية، فإنّ الخطوط السعودية توظف نائب مدير رئيسها ليبقى (أون لاين) على تويتر يشوّه في هذا ويقذف في ذاك، والمصيبة استخدامه لترويج الأكاذيب وبث الشائعات تجاه خصومه، فإن كان هذا هو عقل ونهج الخطوط السعودية فإنها مصيبة، وإن كان رئيسها لا يعلم عما يفعل ويكتب - نائب - مساعده فالمصيبة أكبر!

إنّ مواصفات المتحدث الإعلامي، أو من يتحدث باسم أي مؤسسة مع الإعلام، أو مع مواقع التواصل الاجتماعي، ينبغي أن يتسم بكونه شخصية مقبولة لدى الجميع، وينأى بنفسه عن صغار الأمور واستخدام الأساليب اللا أخلاقية لتصفية خصومه، لأنّ الإنسان الواعي والذي يتحدث من موقع إداري يُفترض أن يتحلّى بالأخلاق والصدق، وأن يتعامل مع الجميع بحيادية لا باستخدام الكذب والتزوير والتلفيق. فعجز شخص ما عن اكتساب مهارات التواصل الإعلامي، لا يعني بقاؤه وكأنه لا يوجد أحد غيره أو بديل يقوم بهذه المهام. وبما أنّ موقع تويتر بات من أهم وسائل الإعلام الحديث، فينبغي أن تُغير الخطوط السعودية سياساتها في هذا الموقع، وبدل اعتمادها على بعض الأشخاص الذين يُشعلون النار بسكب مزيد من البنزين عليها، أن يتم استبداله فورًا بمن هو أكثر تمكنًا منه في صياغة الأهداف الإعلامية التي تسعى لها مؤسسته، وإحلال من يتحلّى باللباقة والكياسة والهدوء ليظهر في هذا التمثيل بصورة مشرقة لا كخصم بعقلية أصغر من عقلية النملة، يحاور هذا باستهزاء، ويُلفق أكاذيب من المخجل أن تُكتب باسم الخطوط السعودية!

إنّ الإصرار على الخطأ والتمادي فيه، هو من أكبر وأول الأسباب التي تؤكد على فشل الإدارة، ومن حق الإعلام أن يكتب ويكتب، ومن أبسط واجبات الخطوط السعودية أن تُقوّم نفسها وتُعدل أخطاءها!

www.salmogren.net

مطر الكلمات
الخطوط السعودية في تويتر!
سمر المقرن

سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة