Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 13/06/2013 Issue 14868 14868 الخميس 04 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أكد فضيلة الشيخ الدكتور سعد الخثلان عضو مجلس هيئة كبار العلماء وأستاذ قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام جواز الإفطار في نهار رمضان لمريض السكر من النوع الأول الذي يعرف بـ(توقف عمل البنكرياس عن افراز الانسولين) حيث يتم علاج السكري من هذا النوع بالأنسولين، جاء ذلك في محاضرة له بعنوان (صيام رمضان والسكري) على هامش فعاليات الملتقى الثاني لمدراء مراكز ووحدات السكر الذي أقامته وزارة الصحة مؤخراً وأوضح بأن مرضى السكر من النوع الثاني (عجز في خلايا البنكرياس) وهو أن بنكرياس المريض يمكنها إنتاج الأنسولين ولكن الأنسولين المنتج لا يتم امتصاصه بشكل سليم، فإنه لا يستدعي الإفطار في نهار رمضان لأن المريض يستطيع ترتيب أوقات العلاج بين الإفطار والسحور، واستدرك الشيخ الخثلان بأنه اذا لم يتيسر له ذلك فإنه يجوز له الإفطار ولكن عليه الرجوع للطبيب للتأكد بأن حالته تستدعي إفطاره من عدمها، وشدد في محاضرته التي نقلت مضامينها (سبق) على أهمية توثيق العلاقة بين الأطباء وعلماء الفقه والشريعة، لافتاً أن الفقيه أو العالم لا يمكن أن يعطي حكما شرعيا في مسألة طبية ما، إلا بعد الرجوع وأخذ الرأي الطبي، وأكد على أهمية استمرار مثل هذا التعاون البناء، هنا مرتكز الحديث في الفقرة الأخير الداعية إلى التقاء أسس الشريعة والحياة بما ينفع الناس ولا يزعزع إيمانهم أو يخل بمعتقدهم، ولا يمكن ذلكم إلاّ بعلماء متمكنين يملكون العقلية الناضجة المستوعبة لمستجدات الحياة وما يلم بالناس من ظروف حياتية تفرضها هذه المستجدات والمتغيرات بأمر الله سبحانه، وهنا يكون للدين دوره البارز فغالب ما يستحدث من قوانين ونظم لتسيير حياة الناس وتيسيرها تكون مستمدة ومحاطة بقواعد من الشريعة التي كلف الناس باتباعها وأُمروا بتنفيذ أحكامها، وفي الشريعة الإسلامية السمحة تجد أن قواعدها وأحكامها غير جامدة وأنها جعلت لصالح كافة البشر في كل زمان ومكان مهما تعددت مشاربهم وثقافاتهم وأعرافهم فإنهم سيجدون في أحكامها ما يدلهم إلى الصراط المستقيم في عباداتهم وأمور معيشتهم مهما تشعبت وتعددت أغراضها، غير أن من المؤسف أن تكون وفي (الحياة العصرية) فئات من المسلمين في أنحاء المعمورة تتعامل مع مقاصد الشريعة وكأنها جرم جامد لا يمكن التعاطي معه إلاَّ في إطار قالب محدد لا يمكن تجاوزه ويضيقون على أنفسهم وعلى غيرهم في أمور دنياهم ومعاشهم، واذكر ان شيخاً فاضلاً مأعضاء معهد القضاء العالي قد افتى على صفحات (الجزيرة) بالترخيص لمن يعاني من زكام ورشح شديد مصحوب بحالة عطاس مستمر ان يصلي في بيته لئلا يعدي ويؤذي جماعة المسجد ولإيجابيات اخرى، وأورد أمثلة اخف من هذه الحالة يصلي فيها الفرد في بيته كمن تناول ثوماً او بصلاً، غير انه نادى بعدم التهاون وتتبع الرخص، واكرر ما كنت قلته في مناسبة مماثلة: إنه من المناسب أن يعمد أهل العلم والاختصاص المكلفين أمر الأمة في دينهم لاستنباط أحكام ونظم وقواعد وقوانين مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية لا تختلف أو تتعارض معها، تعالج المستجدات في حياة الناس وما يشكل عليهم في أمور دينهم.

t@alialkhuzaim

الشريعة وحياة العصر
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة