Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 13/06/2013 Issue 14868 14868 الخميس 04 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

أذكر أنني مع بداية ما سمي بالثورة السورية، وارتفاع الأصوات المطالبة بالتدخل الغربي، كتبت مقالا قلت فيه إن ما يجري من مناكفات علنية كان مسرحها الأمم المتحدة، والإعلام بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى شبيه لما جرى قبل احتلال العراق، في عام 2003، بين الولايات المتحدة من جهة، وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى؛ إذ إن فرنسا وألمانيا عارضتا ضرب العراق، ثم اتضح لاحقا أنهما شاركتا في المجهود الحربي، وقلت حينها إن ما حصل من خلاف مفتعل كان الهدف منه أن لا يقال إن الغرب أجمع على مهاجمة العالم الإسلامي، وقد لاقيت حينها صلفا ممن يعتقدون أن مثل هذا الزعم يدخل في نطاق الإيمان بنظرية المؤامرة!.

حسنا، هاهو الوضع السوري أمامكم بعد عامين، ولم يصدر قرار من مجلس الأمن، كما لم يتدخل الغرب. هذا، مع أن السيدة هيلاري كلينتون، والتي خرجت من وزارة الخارجية قبل أشهر، كانت قد صرحت قبل خروجها بعام ونصف بأن على بشار الأسد أن يرحل!!، وهاهو بشار، ما زال يتحدى العالم أجمع، ولم، ولن يرحل؛ بل إنه في موقف أقوى مما كان عليه الحال مع بداية الأزمة السورية، ويلاحظ المتابع أن هناك تباينا لافتا في المواقف بين الأسد، والحكومة الأمريكية، فعندما كانت الأخيرة تطالبه بالرحيل!، كان يهادن، ويعد بالإصلاح، بل وإمكانية التنحي، ثم فجأة، تنازل الأمريكيون عن مطالبهم بالجملة، وتنمر بشار، لدرجة أنه أصبح يهدد، ويتوعد، دون أن يكون هناك موقف حاسم تجاهه، وهذه لوحدها تحتاج لوقفات مطولة!.

ما يجري في سوريا هو امتداد لما جرى في العراق في 2003، وفي بلاد الثورات العربية الأخرى منذ عام 2011، ومن الواضح أن مخطط «تدمير» سوريا يسير على قدم وساق، ولا أظن أن ماهية المستفيد الأكبر من هذه «الفوضى الخلاقة» التي يشهدها عالمنا العربي المنكوب يخفى على أحد، والغريب أن الإعلام الغربي بدأ منذ مدة طويلة يتحدث عما يجري في سوريا على أنه «حرب أهلية»، وقد حصل ذلك بعد أن دخلت «جبهة النصرة» على الخط، فمن هو يا ترى الذي ساهم في دخول الجبهة على خط الثورة السورية؟! خصوصا وأن دخولها كان الخط الفاصل بين «الثورة»، و»الحرب الطائفية»، وأظن أن معرفة الجهة التي سهلت مشاركة «جبهة النصرة»، وساهمت في نشر نشاطاتها من خلال الإعلام سيكون المفتاح لمعرفة الكثير عن المشاركة العلنية لحزب الله في الثورة السورية، ولمعرفة ما يجري في سوريا بشكل عام، وخلاصة الأمر أن ما يجري في سوريا أكبر، وأكثر تعقيدا مما تظنون، فلننتظر النهاية التي لن تكون قريبة.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
سوريا..ثورة أم حرب؟!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة