Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 15/06/2013 Issue 14870 14870 السبت 06 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عاد مئات الأطفال مساء الاثنين الماضي إلى منازلهم محملين بخيبات الآمال بعد أن قررت اللجنة المنظمة لمهرجان بريدة “وناسه” إلغاء الحفل الذي كانت ستقدمه فرقة كراميش الإنشادية وبشكل مفاجئ للحضور الكبير ودون سابق إنذار وبعد أن دفع أولياء أمور الأطفال أثمان التذاكر وهم يمنون النفوس بحفل ممتع يجلب الفرح والسرور إلى قلوب أبنائهم لذلك جاءت ردود الفعل قوية إلى حد ما، وشهدت ساحة المهرجان مشادات كلامية بين المنظمين وأولياء الأمور انتهت بتدخل الأمن لإخلاء المكان.

تحولت الوناسة إلى تعاسة، وتبدلت الأجواء الفرائحية إلى أجواء حزن ملونة بالهم والنكد، ولم يجد الأطفال الأبرياء سبيلا للتنفيس عما بدواخلهم، والتعبير عن ردود أفعالهم إلا البكاء وذرف الدموع الغالية التي شوهت قسمات وجوههم البريئة. ما أقسى أن تعد الطفل وتخلف، وما أشنع أن تحرمه من متعة كان ينتظرها بفارغ الصبر. منذ أسبوع قبل الموعد المحدد ملئت الإعلانات شوارع المدينة وأسواقها ومراكزها التجارية وتسابق أولياء الأمور لشراء التذاكر والذهاب إلى المدينة الرياضية الموقع المقرر لإقامة الحفل ليصدموا بالإلغاء الذي لم يكن على البال ولا على الخاطر، ولكن للأسف الحقيقة مرة فهذا واقع بعض مهرجاناتنا وما يحدث فيها من تخبطات تعصف بكثير من الطموحات والتطلعات.

انتظر الجميع إيضاحات حول سبب الإلغاء فتبين ومن خلال بيان اللجنة المنظمة الذي وزعته بعد ساعات أن الفرقة الإنشادية رفضت دخول المسرح ما لم يتم دفع المبلغ المتفق عليه، وأن المتعهد قد عجز عن الدفع وأخل بالعقد ما أدى إلى الاتفاق بين كافة الأطراف على إيقاف الفقرات الإنشادية، وألقت باللائمة على مشغل المهرجان.

بهذا البيان تملصت اللجنة المنظمة من المسؤولية وألقت باللوم على المشغل مع أنها هي من تتحمل مسؤولية اختياره وإسناد كافة المهام التشغيلية له وإلا هل طرح أمر التشغيل في منافسة وتم اختيار الأفضل، أم أنه لم يتقدم إلا هذا المشغل لزهد الشركات في رعاية مثل هذه المهرجانات نظرا لمردوداتها الضعيفة، أم أن الاختيار قد تم عشوائيا لضيق الوقت وقلة الحيلة بسبب العشوائية وقلة الدبرة؟ وفي كل الأحوال فإن الفرقة لم ترتكب خطأ حين رفضت إقامة الحفل إلا بعد أن تستلم كافة مستحقاتها لأنها تعرف من واقع تجربة أن اللجان والرعاة تنظيمات مؤقتة تنتهي مهامها ومسؤولياتها وصلاحياتها بعد نهاية المهرجان وبعدها لن تجد جهة محددة تطالبها بالدفع!

المهرجانات الصيفية تعد روافد سياحية هامة جدا تمنح الفرصة على أقل تقدير لمن لم تسعفهم الظروف للسفر وللقادمين من الزوار للمنطقة إذ تبرز لهم أهم ما تتميز به بريدة مثلا من معالم ومظاهر وعادات وتقاليد وإنجازات، وتضخ لحظات مبهجة من المتعة، لكن للأسف ما زال واقع تلك المهرجانات دون التطلعات لأسباب كثيرة منها عدم الدقة في اختيار المنظمين، وضعف الموارد المالية، وغياب التخطيط السليم، فمفترض أن يبدأ التخطيط والترتيب للمهرجان قبل سنة من إقامته وإذا لم تتوافر كل متطلبات النجاح فما المانع من تأجيله للسنة القادمة؟

أتمنى ألا يمر هذا الحدث مرور الكرام فلا بد من التحقيق مع المتسببين ومحاسبتهم ثم الاستفادة من الأخطاء في المهرجانات القادمة لأن بريدة عزيزة على أهلها ولا بد من إظهارها بما يليق بها.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
خيبة آمال الأطفال في مهرجان بريدة!
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة