Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 15/06/2013 Issue 14870 14870 السبت 06 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

منذ سنين ونحن نسمع عن تحذيرات الغرب لإيران من تطوير برنامجها النووي وفي كل مرة نجد أن هناك مفاوضات تتحرك ثم تقف ثم تتحرك وهكذا تستمر القضية في مماطلة لا نعرف نهاية لها، وفي نفس الوقت رأى الجميع ..

..وخلال العشر السنوات الماضية كيف تم إزالة نظام صدام من العراق بعد حرب تحرير الكويت ثم تم تقديمه لقمة سائغة لطهران ولعل الدور الذي نجده اليوم من المالكي يؤكد هذه الحقيقة، ومع الغموض الذي نلمسه اليوم من المواقف الغربية إزاء ما يحدث في سوريا والتردد في دعم المعارضة بالسلاح ضد النظام السوري الحليف لإيران إضافة إلى غض الطرف عن التدخل السافر لحزب الله في الحرب في سوريا لصالح النظام السوري على الرغم من اعتراف الغرب بهذا الدور والذي يعد معارضاً لقرار مجلس الأمن الذي يمنع إيران من تصدير أي قوات حربية أو معدات أو مساعدات عسكرية للخارج ويتعهد بإجراءات ضدها إن فعلت ذلك، ومع تأكيد الغرب في أكثر من مناسبة من تورط إيران وحزب الله في دعم النظام السوري هناك إلا أن أحداً لم يحرك ساكنا، وهذا يضاف إلى ما يحدث من سكوت بشأن القمع المتزايد خلال الانتخابات الإيرانية الحالية مما يظهر الغرب وكأنه حليفاً قوياً لطهران التي تسيطر اليوم وبمباركة من الغرب على الشريط الممتد من أراضيها مروراً بالعراق وسوريا وانتهاء بلبنان.

لو أضفنا ما سبق إلى ما يحدث بين إيران وبين الكيان الصهيوني في المنطقة سنجد بأنه يسير على نفس المنهج فنحن منذ سنوات نسمع تصريحات المسؤولين الإيرانيين المتكررة عن الرغبة في ( إزالة إسرائيل من على الخريطة) أما من الجانب الإسرائيلي فيصرح أولئك بضرورة القيام بعملية عسكرية ضد طهران على اعتبار أن العقوبات الدولية الحالية غير كافية لإيقاف البرنامج النووي الإيراني، ويبقى كل ذلك تصريحات للاستهلاك الإعلامي المحلي والدولي أما ما يحدث في الواقع فالعلاقات الإيرانية - الإسرائيلية قديمة ومتجذرة بين الطرفين منذ نظام الشاه وحتى انقلاب الخميني وقد أظهرت الأنباء مؤخراً عن عزم الكيان الصهيوني شراء صفقات غاز طبيعي من إيران مقابل السلاح ولعل مثل هذه الأخبار تذكرنا بفضيحة (إيران جيت) أو ما يعرف بـ (إيران كونترا) حيث كشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة وقطع الغيار كان يتدفق من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران أثناء حربها مع العراق.

في الأسبوع الماضي كانت هناك رسالة تم تداولها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي متضمنة بعض الأسئلة المتعلقة بنفس الموضوع ومنها: لماذا لم يوجد في غوانتنامو شيعة أو إيرانيين؟ ولماذا فشلت الدول الأوروبية في إضافة حزب اللات إلى قوائم الإرهاب؟ ولماذا انسحب الكيان الصهيوني من جنوب لبنان وسلمه لحزب اللات؟ ولماذا لم يفكر النظام السوري ولو لمجرد تفكير في ضرب إسرائيل من خلال حدوده على الجولان؟ ولماذا لا يسمح الغرب بأي نظام سني حاكم في الشام وفي المقابل يسمح بنظام شيعي ينطلق من إيران وينتهي على حدود الكيان الصهيوني؟ ولم يكتفِ بهذا الأمر بل هناك خطط أيضا للامتداد والتغلغل في أفريقيا؟ ولماذا تقصف الطائرات بدون طيار الإرهابيين في اليمن ولا تقصفهم في الشام؟

إننا نعيش اليوم مرحلة سقوط الأقنعة، فالأحداث التي تجري حولنا تسقط كل يوم أحد الأقنعة وتكشف عورات البعض ممن كانوا يبدون للعالم بأنهم خط الدفاع الأول ضد الكيان الصهيوني وأنهم من سيفتح القدس ويطهر الأراضي الفلسطينية المحتلة من رجس اليهود، غير أن الأحداث لم تلبث إلا أن كشفت معدنهم فهاهم يقتلون النساء والأطفال والشيوخ من أهل الشام وهاهم يحتفلون باحتلال المدن ويرفعون الرايات الطائفية على منابر المساجد وهاهم يظهرون وجههم القبيح على الملأ وهاهو نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان اندراوس يؤكد في حديث لتلفزيون المستقبل أن «هناك اتفاقاً من تحت الطاولة مع إسرائيل لإبعادها عن الحروب مشيرا إلى أن حزب الله يخدم إسرائيل اليوم ويريحها».

على العقلاء أن يبادروا بالاستيقاظ من غفلتهم وأن يعرفوا عدوهم الحقيقي الذي كشر عن أنيابه وأعلن عن أهدافه وأكد ولائه وانتمائه فالمنطقة مقبلة على أحداث مصيرية ونحن على مفترق طرق يحتاج منا إلى العمل السريع المصحوب بالحكمة والتوازن والتمييز بين الأعداء والأصدقاء، فسيل الدماء في الشمال لا يزال يتدفق والضحايا تجاوزوا المائة ألف والظلم والطغيان والبطش يتواصل فهل من تحرك جاد يعيد الحياة لهذه الأمة؟

زمن سقوط الأقنعة
د. إبراهيم محمد باداود

د. إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة