Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 15/06/2013 Issue 14870 14870 السبت 06 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

وما زالت رحلة ابن بطوطة مصدراً كبيراً من مصادر علمي التاريخ والجغرافية في القرون الوسطى حيث إنه أول من جاب تلك الأفكار وكتب عن حياتها الاجتماعية والسياسية وأحوال تلك الأمم وأسرارها وعاداتها وتقاليدها وكشف عن الكثير من مخابئها ولقد كتب كثير من المستشرقين والباحثين حول ذلك حيث أحلوه المرتبة والمكانة اللائقة به. فهو رحالة واسع المعارف والمدارك راغب في اقتحام المخاطر والأهوال، ولقد وصف نفسه في رحلة إلى بلاد الهند ومشاهدة بعض العادات الغريبة قائلاً: كدت أسقط عن فرسي لولا أصحابي تداركوني بالماء فغسلوا وجهي وانصرفت حتى السحرة ذهب لمشاهدتهم، وعند ذلك يقول: «لقد أصابني الخفقان، ومرضت حتى أمر لي بشربة أذهبت ذلك عني..» وهناك غيره كثير كالهمداني والأصمعي والبكري وياقوت وابن جبير وابن فضلان وغيرهم.

حقيقة أن أدب الرحلات حافل بوصف أحوال الأمم وطبائع الشعوب وتصوير العادات والأعياد والتقاليد، وكم من أناس نهضوا للضياع وألقوا بأنفسهم إلى التهلكة خاصة من استهوتهم الرحلات في المحيطات والصحاري وتسلق قمم الجبال وحب الاكتشافات، وفي عصرنا الحاضر تطورت وسائل المواصلات، وأصبح السفر متعة ووسيلة مريحة لأنه وفر على الرحالة والمسافر الكثير من المتاعب والجهد والمال، فأصبح المرء يجد فائدة في الرحلات ومتعة في التجوال والاطلاع على ما لدى الأمم والشعوب من حسنات ومزايا ومعارف ومعالم وآثار في أيام معدودة بل ساعات محدودة.

ويذكر المسعودي في رحلاته أشياء كثيرة ويروي في أسفاره الغرائب والعجائب وما تحف به من المخاطر والعقبات والصعاب.. وقد وصف أحد البحار قائلاً: «لقد ركبت عدة من البحار كبحر الصين والروم والخزر والقلزم واليمن وأصابني فيها من الأهوال مالا أحصيه كثرة فلم أشاهد أهول من بحر الزنج وفيه السمك المعروف بأفال وطول السمكة أربعمائة ذراع إلى خمسمائة ذراع بالذراع العمرية وهي ذراع ذلك البحر وربما يظهر رأسه وينفخ الصعداء بالماء فيذهب الماء في الجو أكثر من ممر السهم والمراكب تفزع فيه في الليل والنهار وتضرب له الطبول لينفر من ذلك..» ويتحدث عن حركتي المد والجزر بوصف دقيق لطيف حيث يقول: «يضع عقبة في اقصى بحر الصين فيفور منه البحر فيكون المد ثم يرفع عقبة من البحر فيرجع الماء إلى مركزه ويطلب قعره فيكون الجزر» والمسعودي كمؤرخ ورحالة يجيد الوصف والسرد التاريخي.

إن ابن بطوطة 703 - 779هـ أشهر الرحالين وله شهرة في عالم الرحلات والأسفار وحب التجوال فقد دامت رحلته ثمانية وعشرين عاما جاب في أثنائها شتى البلدان والأمصار والممالك حيث انطلق من طنجة إلى أفريقيا ثم مصر وفلسطين وسورية والحجاز حيث أدى فريضة الحج ثم تابع رحلته إلى العراق وفارس والهند والصين وبخارى وخوارزم وأفغانستان وسيلان والملايو وسومطرة وإسبانيا وجبل طارق وغير ذلك وجاء في كتابه المسمى «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار».

ورحم الله أسلافنا من الرحالة الذين كانوا ينشرون العلم والدين والمعارف والآداب والفضائل خلال رحلاتهم وما زالت آثارهم باقية خالدة في تاريخ الحضارة الإسلامية.

أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق

رحلة ابن بطوطة مصدر من مصادر التاريخ والجغرافيا
عبد الله بن حمد الحقيل

عبد الله بن حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة