Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 16/06/2013 Issue 14871 14871 الأحد 07 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لم تكن تلك الطفلة البريئة في مدينة الخرمة تدري عن قدرها وما يتربص بها أو يمكن أن يحدث لها من جراء خروجها لفناء منزلهم في مساء أحد الأيام، ولم تدرك أسرتها سبب صراخها المفاجئ إلا بعد أن رأى والدها ابنته وكتفها تنزف دماً دون أثر لوجود مجرم!! بيد أنه سارع باحتضان ابنته ونقلها للمستشفى، وقام الأطباء باستخراج رصاصة رشاش طائشة مجهولة المصدر، ربما انبعثت من أحد قصور الأفراح القريبة لمنزلهم!! وحالة الطفلة حالياً مستقرة بعد إخراج الرصاصة.

وفي الوقت الذي نحمد الله أن الإصابة كانت في الكتف ولم تكن في الصدر أو في الوجه، إلا أن الأمر يحتاج لحزم وحسم وعقاب لمن تسبب بإصابة تلك الطفلة وفجيعة أسرتها، وتهاونَ بإطلاق الأعيرة النارية دون تفكير أو تدبر لمآلها!

وإن كانت الجهات المختصة تقوم بتوعية الناس لخطورة ذلك فإنه لا يكفي! في ظل وجود حوادث أليمة مثلما حصل من حرائق ووفيات في بعض قصور الأفراح في صيف 2012م، وتحولت الأفراح لأتراح ومآسٍ، حيث راح ضحيتها عدد من الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا لتهنئة العروسين ومشاركتهم فرحتهم وتقديم واجب اجتماعي نحوهم، مثلما حصل في بلدة (عين دار) في بقيق، حيث تسبب إطلاق الرصاص بسقوط أحد الأسلاك الكهربائية المعلقة، ونجم عنه وفاة خمس وعشرين شخصاً أغلبهم سيدات، وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين أثناء تجمعهم في أحد المنازل لحضور حفل زفاف! وغالبا ما يتم ذلك بسبب انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم نحو وجهة خاطئة، أو نتيجة رجوع الرصاص لنقطة الإطلاق!

وبرغم أن تلك الحوادث تعد قليلة وتقع في بعض القرى أو المدن الصغيرة بحسب الثقافة الاجتماعية وأعراف وتقاليد سكانها ممن يرون عدم اكتمال الفرحة بدون إطلاق الرصاص! إلا أن حدوثها قاتل ومفجع وقد يؤدي إلى حصول ما لا تُحمد عقباه. وفي ذلك مفارقة عجيبة بالنظرة للفرح والسرور تحت وابل الرصاص الذي يوحي بالحرب والحزن وليس الفرح! ولكنها أزمة فكرية تحتاج لعلاج.

وهذه العادة السيئة منتشرة في أغلب الدول العربية وتحاربها السلطات، ولكن دون حزم لاقترانها بعادات وتقاليد ارتبطت بالفرح، ونحن أمة تعشق الوناسة حتى لو جرّت ويلات على الأبرياء بسبب العبث بالسلاح في الأعراس والمناسبات.

في الختام أقول: أنت يا راعي الرشاش.. تراها صارت قديمة، بطَلوها، بطَلوها يا قديم!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
أوقفوا رصاص الفرح!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة