Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 16/06/2013 Issue 14871 14871 الأحد 07 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الموقف من الشيء، أو الاتجاه نحوه attitude مفهوم يتشكل أو يتكون بناء على درجة الإعجاب التي يكونها الشخص نحو هذا الشيء، أو الكراهية له، وكلما زادت درجة الإعجاب ازدادت درجة الحماسة للموقف وتأييده، والعكس صحيح تزداد درجة النفور منه والرفض له، ولا ريب أن كل إنسان يتعرض في يومه الواحد إلى مثيرات عديدة متنوعة، يبدي إعجابه ببعضها بناء على معطيات أثارت في نفسه الراحة والقبول والإعجاب، وبالتالي حظيت منه بتقييم إيجابي، ويبدي انزعاجه ونفوره ورفضه من بعضها الآخر بناء على معطيات أثارت في نفسه الامتعاض والنفور، وبالتالي حظيت منه بتقييم سلبي، وعند البحث في الأسباب المكونة لهذا الاختلاف بين الموقفين، يتبين أن العاطفة المكونة بناء على معطيات الموقف، تلعب الدور الرئيس في تحديد نوع السلوك ووجهته، وهنا مكمن الأهمية، وأحيانا الخطورة، لأنه بناء على تكوين العاطفة وطبيعتها، يتحدد نوع الموقف والحماسة له.

من الثابت في السلوك البشري أن العاطفة تلعب الدور الرئيس في تكوين السلوك، وتتحكم ابتداء بنوعه ووحدته، وهي إما عاطفة راشدة، وإما عاطفة مراهقة، ويتوقف رشد العاطفة على معطيات البنية المعرفية التي شكلتها، فالبنية المعرفية المعروفة المصدر، الصحيحة العلمية الموثقة، يتمخض عنها عاطفة راشدة ثابتة، موفقة صحيحة، بينما معطيات البنية المعرفية المستندة إلى مقولات مصنوعة، أو المجهولة المصدر، التي لا أساس لها من الصحة، يتمخض عنها عاطفة مراهقة خفيفة متذبذبة متقلبة خاطئة.

أما المبدأ فهو جملة البنى المعرفية والقيمية التي انتظمت في منظومة واحدة يعضد بعضها البعض الآخر ويعززه، ومنها تتشكل المرجعية الفكرية، وتترسخ القناعة الذاتية التي تنتظم حولها وتستند إليها كل الأفكار والمفاهيم والممارسات، وتعد هذه المرجعية الفكرية بمثابة الإطار العام الذي تنطلق منها كل الآراء والسلوكات التي يبديها الإنسان وينهجها، بحيث تتوافق معها وتنسجم بصفة ثابتة كل التصرفات والمواقف، فهي صلدة صلبة لا تنخدع بزخرف القول، ولا بالأفعال الطارئة، والدعايات الجوفاء الفارغة التي تتمسح بشعارات تدعي أنها متوافقة مع المرجعية الفكرية، بينما هي في حقيقة الأمر بعيدة كل البعد عن تلك المرجعية، بل هي تتعارض معها وتصادمها، ولكونها كذلك، فإن من حباهم الله علما تاما، وعقلا راجحا، لا يمكن أن ينطلي عليهم زيف رافعي الشعارات البراقة الكاذبة، وفي مقدمتهم الدجال حسن نصر اللات، الذي طالما صم الآذان بوقاحاته التي يدعي فيها المقاومة والممانعة، الذي صنع من ورطته وحماقته التي ارتكبها في عام 2006 ملحمة بطولة ومقاومة، انطلى زيفها على أولئك الذين انقادوا وراء انفعالات عواطفهم المراهقة، فحزب اللات ومن خلفه مجوس إيران وصنيعتهم القذرة في سوريا هم حماة الصهاينة، الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة في الجولان المحتلة طيلة أكثر من خمسين عاما من الاحتلال الصهيوني للجولان.

وجاءت صحوة السوريين المباركة لتعري هذا الحزب الخائن، وتعري أمينه غير الأمين الذي اتصف بكل وقاحة بصفات اللئام الذين لا خلاق لهم، بالأمس آوى السوريون النازحون من لبنان بسبب حماقات حزب اللات، تقاسموا معهم المأكل والمشرب والمسكن، وبدل أن يثمنوا هذا الجميل ويكافئوه، انقلبوا مثل الكلاب المسعورة على الأسر السورية الكريمة التي آوتهم ليس في القصير وحدها بل في سوريا كلها، انطلقوا يقتلون ويسرقون ويغتصبون ويرتكبون كل ما لا يخطر على البال من الأعمال البشعة التي لم يسبق لأحد أن ارتكبها حتى النازيين والإسرائليين، فقط أسلاف هذا الحزب النجس من التتار والنصيريين من يجيد القتل والتدمير والاغتصاب.

من الأمثلة الموفقة على صدق الموقف وسداد الرأي، الموقف المبني على مبادئ أصيلة، مبادئ مستندة إلى مصادر معرفية صحيحة، موقف علماء المملكة العربية السعودية من حزب اللات، حيث أثبتت الأحداث الأخيرة في سوريا صدق الموقف وصوابه.

abalmoaili@gmail

أما بعد
المواقف بين العاطفة والمبدأ
د. عبد الله المعيلي

د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة