Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 16/06/2013 Issue 14871 14871 الأحد 07 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

رجوع

أقول وقد فاضت دموعي غزيرة.. أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب

منذ عامين تقريباً كان أحبة وأصدقاء الأستاذ الكريم سعد بن عبدالرحمن الدريهم قد أعدوا كلمات وقصائد عن سيرته العطرة منوهين عن أفضاله وأعماله المشرفة، في عدد من المواقع بمناسبة تكريم مكتبة الدلم العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام له، وقد جمعت تلك الكلمات الصادقة من أعماق محرريها في مجلة وزعت أثناء الحفل تعبيراً عن صادق ودهم، وابتهاجاً بمناسبة تكريمه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج سابقاً وكان الحضور مميزاً حضره نخبه من الأمراء والعلماء ورجال التعليم، ومن محبيه من تلاميذ وغيرهم من الأخيار..

واليوم يتسابقون في تأبينه تحسراً على رحيله بما تجودُ به قرائحهم من كلمات حزن وأشعار تفوح لوعة وتأثراً على فراقه الأبدي تسطرها أقلامهم وفاء له، وهكذا أيام الدنيا سجالاً: مسرات وأحزان.

طبعت على كدر وأنت تريدها

صفواً من الأقذاء والأكدار

وقد هاتفني ابنه الأكبر الأستاذ عبدالعزيز بصوت حزين في صباح يوم الاثنين 1 - 8-1434هـ قائلاً صديقك والدنا الأستاذ سعد بن عبدالرحمن بن سعد الدريهم لاقى وجه ربه آخر ليلة الاثنين 1 - 8 -1434هـ.

يا راقد الليل مسروراً بأوله

إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

تغمده المولى بواسع رحمته.. فلم أملك في تلك اللحظة المحزنة سوى الترحم عليه، وإنزال السكينة والصبر على أسرته، وقد طوح بي الخيال متذكراً أياماً وليالي جميلة جداً تُقارب الأربعين عاما مضت ولن تعود أبدا، أثناء حضوري رئيساً للجان الاختبارات بدأ من عام 1395هـ لعدد من المدارس بمنطقة الدلم، ومقرها مبنى مدرسة ابن عباس التي كان يديرها الأستاذ الفاضل راشد بن سالم الحويطان (آنذاك) حيث قضينا أجمل الذكريات مع الأستاذ سعد ومع عدد كبير من أبناء الدلم وما حولها، وقد جرى عملنا في نفس المدرسة عامين غير متواليين، وعاماً ثالثاً بمدرسة الهياثم، كما أن الأستاذ سعد في ذلك الحين مديراً للمتوسطة والثانوية بالدلم، ومن ذلك الزمن قويت صلة الصداقة بيننا وبين إخوة كرام من منطقة الدلم، ولقد ولد الأستاذ سعد في مدينة الدلم عام 1360هـ وأتم الدراسة الابتدائية في المدرسة السعودية الأولى (ابن عباس حالياً) ثم حصل على الشهادة الثانوية بمعهد الرياض العلمي، بعد ذلك حاز على شهادة البكالوريوس في الجغرافيا من كلية الآداب جامعة الملك سعود رحمه الله عام 1384هـ ثم حصل على دبلوم التربية العام من كلية الآداب جامعة الملك سعود عام 1386هـ ثم تم تعيينه مدرساً في متوسطة وثانوية السيح عام 1385 إلى 1386هـ ثم مديراً لمتوسطة وثانوية الدلم إلى 1392هـ، وترأس عدداً من لجان الاختبارات والمراكز الصيفية ورأس نادي الشرق بالدلم مدة من الزمن، كما رأس بلدية الدلم عام 1396هـ إلى 1402هـ ثم مديراً لإدارة المياه بالخرج من عام 1402هـ إلى 1420هـ وأخيراً نائب اللجنة الأهلية بمركز التنمية الاجتماعية بالدلم من عام 1420هـ إلى 1426هـ، فكل الأعمال التي تسنمها شاهدة له بالإخلاص والكفاءة والمرونة، وهو بجانب ذلك مؤرخ ولوع بالجانب الإنساني، وقد صدر له مؤلف: (كتاب الخرج) من سلسلة هذه بلادنا عام 1413هـ فهو كتاب قيم يدل على اهتمامه بالتاريخ وتدوين ما يراه مفيداً للجيل الحاضر والقادم، وبعد وفاته -رحمه الله- تذكرنا قول العلامة عبدالرحمن بن إسماعيل الخولاني في رثاء شيخه:

ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه

حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا

ويعتبر موسوعة في علمه وثقافته العامة، ولقد كان باراً بوالديه واصلاً رحمه محبوباً لدى أصحابه وجيرانه، مقدراً لكبار السن في العائلة عاطفاً على صغارهم، وله دور كبير في تأسيس صندوق العائلة (صندوق آل دريهم التكافلي).

وعندما علمت عن وفاته يرحمه الله بادرت بالشخوص من حريملاء إلى جامع الشيخ عبدالعزيز بن باز بالدلم لأداء الصلاة بعد صلاة عصر يوم الاثنين 1- 8 - 1434هـ وقد ضاق المسجد رغم رحابته بمئات المصلين من محافظة الخرج ومن مدينة الرياض والمحافظات الأخرى مترحمين عليه وداعين له بطيب الإقامة في جدَثه إلى أن يأذن الله بنهوض جميع الخلائق ليوم الحساب، وقد خيم الحزن على الكثير منهم وعلى أبنائه وأخوته، وكأن لسان حال كل واحد منهم وهو يلقي النظرة الأخيرة على جثمانه قبل أن تخفيه الحفر يردد في خاطره معنى هذا البيت المشحون بلوعات الفراق:

طوتك يا سعد أيام طوت أمما

كانوا فبانوا وفي الماضين مُعتبرُ

وعندما نزور أحبابنا الكرام بالدلم نراه في طليعتهم مستبشراً بحضورنا ومبدياً رغبته في حضورنا لمنزله كما هي عادة نظرائه الأخيار، وقد جبل على الكرم وطيب المعشر.

ولئن غاب عنا (أبو عبدالعزيز) فإن ذكره الجميل وأعماله الجليلة لا تنسى أبد الأيام:

وغدا سيذكرك الزمان ولم يزل

للدهر إنصاف وحسن جزاءِ

تغمده الله بواسع رحمته وألهم ذويه وأبناءه وبناته وأخوته وأسرة آل دريهم عموماً ومحبيه الصبر والسلوان.


حريملاء

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة