بعض السعوديين الذين يسافرون إلى الخارج لقضاء إجازاتهم السنوية يرتكبون مخالفات تبدو لهم بسيطة أو عادية لكنها جسيمة في قوانين البلدان التي يسافرون إليها.

إن عدم الإلمام بقوانين وأنظمة تلك البلدان لا يعفي السائح من المساءلة القانونية لأن الجهل بالقانون لا يعفي من تطبيقه على المخالف. لكن الجهل بالقانون ليس هو السبب الوحيد للمشكلات، فهناك من يتظاهر بالجهل بالقانون وهناك من «يتجاهل» القانون بالكامل وبكل غرور معتقداً أنه فوق القانون، لمجرد أنه يرى بعض الناس هناك يلاطفونه في الفندق وفي المطار بحكم الثقافة السياحية السائدة في تلك البلدان من أجل جذب السياح وتشجيع السياحة.

ورغم أن القصص التي تنشرها الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، وخصوصاً الأجنبية، عن مخالفات بعض السياح الخليجيين هي مادة مكررة وشبه ثابتة في مواسم الإجازات ويَطَّلِع عليها الجميع فإن أحداً لا يأخذ العبرة بل تتكرر نفس المخالفات، مما يدل على أن الخلفية الثقافية والاجتماعية للسائح الخليجي والفارق الحضاري بيننا وبين البلدان المضيفة خاصة الغربية تكمن وراء تورطنا في تلك المخالفات.

من ناحية أخرى، هناك من يتجرد من كل قيمة دينية أو أخلاقية عندما يسافر إلى البلدان التي يصنفها على أنها «متحررة»، فتجده لا يتورع عن ارتكاب أي مخالفة أو حماقة أخلاقية بما في ذلك التعدي على حرية وخصوصية الآخرين، وقد يصل الأمر بالبعض إلى التحرش بالنساء ومضايقتهن معتقداً أن تلك المجتمعات «إباحية» لا يبالي أفرادها بتلك التصرفات ولا يعتبرونها سلوكاً مشيناً وغير مقبول، علماً بأن التحرش يعتبر جريمة كبيرة هناك وقد تكون عقوبته أكبر من العقوبة في بعض المجتمعات الإسلامية!

وما ينطبق على هذه النوعية من السياح السعوديين والخليجيين قد ينطبق أحياناً على بعض الطلاب المبتعثين إلى الخارج، خاصة حديثي الابتعاث ممن لم يمضوا وقتاً كافياً للتأقلم مع عادات المجتمعات التي يدرسون فيها ولم يحصلوا على التثقيف اللازم لمعرفة تلك العادات.

وقد أحسنت وزارة الخارجية صنعاً عندما أطلقت حساباً على تويتر بعنوان: «المواطن - السفير» @KSAMOFA، وهو حساب يتضمن معلومات مهمة بشأن حقوق وواجبات المسافر السعودي وما يمكن أن يفعله عندما تواجهه مشكلة أثناء السفر، إضافة إلى أرقام وعناوين لقنوات التواصل والاتصال مع الوزارة وجميع الممثليات السعودية في الخارج.

لكن المهم هو أن يستفيد الجميع مما يطلعون عليه من معلومات وأن يأخذوها مأخذ الجد لكي يجنبوا أنفسهم الوقوع في أي مشكلة أثناء سفرهم.