Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 19/06/2013 Issue 14874 14874 الاربعاء 10 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كلما كنت أكثر نضجاً ازددت يقيناً بأن الحياة قصيرة، وأن الوقت أغلى وأثمن من أن يهدر فيما لا طائل تحته وأن الساعة التي تغادرنا بلا فائدة لا نستطيع استعادتها مهما حاولنا.

أقول ذلك وأنا بصدد الحديث عن الأفلام، إذ إن مشاهدة فيلم ما، رغم المتعة قد تكون مضيعة للوقت حين يكون تافهاً أولا يحمل فكرة عميقة هادفة.

من المؤكد أن مشاهدة أحد الأفلام قد لا تقارن إطلاقاً بقراءة رواية أو كتاب ذي أهمية إلا أن للأفلام جمالها ومتعتها بما تحمله للمشاهد من التجديد والتنويع لمصادر الثقافة والمعرفة.

يشهد بذلك تاريخ الأفلام فعلى سبيل المثال ليس أجمل من الفيلم العالمي “الرسالة” الذي يحكي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك فيلم “عمر المختار” الذي تضمن سيرة المجاهد العربي العظيم عمر المختار.

بدأت مشاهدة الأفلام والتعرف عليها في سن مبكرة، يحدث ذلك مصادفة أو اختلاساً في غياب الأهل، ثم شيئاً فشيئاً اتخذ هذا الاتجاه طابع الإعلان ومن ثم الانتقاء والاختيار للمناسب.

ليس أجمل من مشاهدة الأفلام في دور السينما مباشرة، لكن بما أن ذلك قد لا يكون متاحاً طوال الوقت فلا بأس بمشاهدة الأفلام عبر مصادر أخرى مثل التلفزيون والانترنت.

شاهدت مؤخراً الثلث الأخير تقريباً من فيلم رائع عبر شاشة التلفزيون، الفيلم بعنوان Into the wild

بعد الانتهاء من الفيلم، قرأت عنه أكثر لمزيد من الوضوح..

الفيلم يتضمن حكاية واقعية لشاب يحلم بالتحرر والانطلاق، لكنه في النهاية يدفع ثمن ذلك غالياً، الشاب يدعى “كريستوفر ماكندليس”، وهو من أسرة غنية، تخرج من الجامعة بتفوق، يتخذ قراره بالقيام برحلة مجنونة تاركاً كل شيء خلفه الوظيفة، الأسرة، البيت، السيارة الفارهة، العلاقات.. إلخ !.. هذه الرحلة باتجاه ألاسكا.

قبيل بدئه بمغامرته الكبيرة يقوم كريستوفر بالتبرع بكافة مدخراته (24 ألف دولار لإحدى الجمعيات الخيرية)، ويحرق أوراق هويته وبطاقاته الخاصة، ويتخذ لنفسه اسما جديدا ساخرا هو “ألكسندر الصعلوك الكبير”، ويخوض مغامرته حتى النهاية، بروح ملؤها الأمل والرغبة في التحرر والانطلاق.

يتكون الفيلم من خمسة فصول تحمل عناوين محددة بسيطة هي “مولدي” و”المراهقة” والبلوغ”، و”الأسرة”، “التخلي عن الحكمة”ويستخدم المخرج الذي كتب بنفسه السيناريو، أسلوب رواية الأحداث من خلال التعليق الصوتي، تارة من وجهة نظر شقيقة البطل، وتارة أخرى من وجهة نظر البطل نفسه وهو يسجل مذكراته.

خلال الفيلم تبدو لنا شخصية البطل الراغب في الهرب من المجتمع الاستهلاكي بقيمه الاجتماعية الزائفة مدفوعا إلى مغامرة أقرب إلى الحلم، بقوة رفض لعالمه المصنوع: حيث كان والداه يتشاجران طيلة الوقت ويختلفان حول أسلوب تنشئته، يريدان تحديد مستقبله حسب المقاييس الاجتماعية للنجاح.

هذه الشخصية تدفعك إلى التعاطف معها بشدة فهو شخص محب للقراءة والاطلاع والكتابة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي الأحلام حيث ينتهي الفيلم بموت الشاب بشكل مأساوي جراء تناوله لنباتات سامة، الفكرة التي تبدو لنا واضحة في نهاية الفيلم أنه لابد من أن تكون مستعداً متسلحاً بكل ما يمكن لأجل تحدي الطبيعة، الفكرة الثانية التي لا تقل أهمية أنه لا غنى لنا عن الآخرين مهما كانوا سبباً في معاناتنا ومتاعبنا.

فجرٌ آخر
إضاءة شبه كاملة
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة