Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 20/06/2013 Issue 14875 14875 الخميس 11 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

مدارات شعبية

الرمز

الرمز

رجوع

قصة عاشقين كانا على موعد زواج ولكن يحول دون رغبتهما تحجير أقاربهما لهما.

كان يحاول الاتصال بها خلسة عن أهلها وأقاربها على الرغم من خوفه الدائم وأحياناً يزورها ليلاً والنساء من أقاربها يرينه ولا يخبرن عنه.

وبعد دخول الخريف تفرقت النزول في البراري بحثاً عن الأرض الطيبة لحلالهم، وكان بينه وبينها رمز (يعوي كما يعوي الذيب) فترفع له شارة (علامة) في يدها قطعة قماش أو غيرها ليطمئن أنها عرفته فيختفي حتى يظلم الليل وتضوي السوارح إلى معاطفها وترقبه في هذه الليلة فيتحادثان أمام نساء العرب، ويسري بعد ذلك فيأخذ أكثر من شهر ثم يشتد به الشوق والوله وألم الفراق لها فيعود مرة أخرى.

ومن حرص العرب خوفاً على كرائم أدباشهم من الحنشل (يخافون عليها من أن يسرقها الحنشل) يقومون في الصباح الباكر بمراقبة آثار هؤلاء الحنشل. ووجدوا ذات مرة اثار رجليه عدة مرات ولم يفقدوا في صباح ذلك اليوم أي شيء لا مال ولا حلال فعرفوا بفراستهم أن صاحب الأثر له معرفة بأحدى نساء هذا النزل.

فابتدأوا بحراسة العرب بالليل (كل أربعة يحرسون ليلة) وقد علمت الفتاة المذكورة بهذا الأمر وخافت عليه أن يقع في أيديهم، وعندما عوى كالعادة يريد اللقاء بها في المساء رفعت صوتها تغني بأبيات شعر لتحذره وتعلمه بما حدث: تقول:

أدريبك اللي تباه أمنوّلٍ يا ذيب مرصود

حالت عليه الحرس يا ذيب واسيرتك سيره

أما أربعة حارسين الشمس لين تغيب بمهود

وأمّا أربعة حارسين النزل ما بيدك بصيره

لو كان مانيب عمّا تفعل العربان منشود

لا شك ما بيك يا ذيب الخلا تاقع عشيره

فعلم ما اتفق عليه رجال النزل ورجع وامتنع فيما بعد عن زيارتها، وهذا دليل واضح وصادق لذكاء أبناء البادية وفهمهم الرمز.


سعود بن بدر المقاطي

- من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية: منديل الفهيد.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة