Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 24/06/2013 Issue 14879 14879 الأثنين 15 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

وصايا الفلاسفة، ومقولات الحكماء، وأحاديث أهل الخبرة لا بد لها أن تتفق وتختلف، وتطول وتقصر، إلا أنها تُجْمِعُ دائما من حيث المبدأ على أن كل الأشياء في الحياة لا بد أن تكون نسبية، وقابلة للزيادة والنقصان والقوة والوهن، والعلو والانخفاض كما هي سنن الحياة والكون، فما قد تراه كاملا قد يرى آخرون به بعض العيوب والنواقص، وما تحسبه قويا قد يكون واهناً ومتهالكا، فلا شيء يكون بصيغة القطع أو الجزم وإلا أصبحت الحياة على إيقاع واحد متواتر وممل.

إلا أن الزمن الجديد.. «آخر طبعة»!! بات يدق إسفين البعداء والتنافر بين الكثير من المقولات الحكيمة والمعلومات المؤكدة وما سواها من أوهام وظنون، لتتناثر هنا وهناك رؤى لا ضابط لها أو مُوجِّه، كأن تقلب الحقائق، ويفند ما لا يفند، على نحو نقاشات أو حوارات لا تهدأ حول قوة الرجل وضعف المرأة: (من الأقوى.. الرجل أم المرأة؟) أو حتى من يجزم خطلا بأن المرأة أقوى من الرجل، وهناك من يأتي بين الأمرين ليقول بأن المسألة نسبية وتعتمد على الموقف، أو الظرف الذي صالت فيه المرأة وجالت على حساب الرجل.

ولنا أن نذكر في سياق التاريخ العربي أن المرأة كان لها بعض المواقف وإن كانت محدودة على نحو ما فعلته غزالة أما الحجاج بن يوسف في قصيدتها الشهيرة:

«أسد علي وفي الحروب نعامة

فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا خرجت إلى غزالة في الضحى

أم كان قلبك كجناح الطائر»

وقد يأتي من يشير إلى أن المرأة في الزمن الحديث ـ هذه الأيام ـ باتت أقسى من الرجل حينما تحاصرها غائلة الفقر وأنياب الجوع ومشقة البحث عن قوت وغذاء، فيما يأتي من يقول عكس ذلك تماماً، بل أن آخرين يرونها أدهى بكثير!! وهناك بعض الرجال من يشير بوضوح لا يجامل فيه معشر النساء ولو من باب اللياقة وحفظ بعض الحقوق حينما يتصور أن أضعف رجل بأقوى امرأة!! فلا تلبث هذه المقولة المجحفة إلا وتنقلب رأساً على عقب حينما تستطرد إحدى النساء لتصف المرأة بأنها ذات قوة خارقة على نحو «المرأة الحديدة» التي لا تقهر بعد رحيل الرئيسة «مارجيت ثاتشر» بالطبع..

فالخلاف لا يزال محتدما بين قوة الرجل والمرأة أو ضعفهما، والجدل غالباً ذو نكهة غريبة تُبَهّرُ المقولات، وقد تذر الرماد في العيون على نحو الفرقة والتعالي والتباهي بالقدرات والإمكانات.. إلا أن ما يمكن أن نذكره ونشدد عليه هو أن تسترد المرأة حقوقها كاملة وهذا هو مبلغ حريتها..

أصبح النقاش حول الرجل والمرأة جدلا عريضاً ومكررا ومعادا، بل وقد يكون في بعض القنوات الفضائية للاستهلاك اليومي، رغم أنه لا يوجد في الحقيقة أي صراع بين الرجل والمرأة، لأنك حينما تنظر للعالم من حولك لا تجد هذا الجدل ولا تفكر بأن عبارة «صباح الخير» حينما تقولها لمن يقابلك امرأة ورجل هي من قبيل الأمل، وليست من قبيل أنها طاحت بحبك!! أو ماذا تعني بالسلام علي؟! أو ما ذا يريد ؟ أو حتى أنها تلجم حتى عن رد السلام لكثرة هلع يصيبها من الرجل.

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
أقوى امرأة.. أضعف رجل!!
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة