Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 24/06/2013 Issue 14879 14879 الأثنين 15 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

بحضور حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة بواشنطن
الأمير سلطان بن سلمان وحاكم ولاية بنسلفانيا يفتتحان معرض روائع الآثار السعودية بمتحف كارنقي في بيتسبرغ

رجوع

الأمير سلطان بن سلمان وحاكم ولاية بنسلفانيا يفتتحان معرض روائع الآثار السعودية بمتحف كارنقي في بيتسبرغ

Previous

Next

الجزيرة - المحليات:

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية، وحاكم ولاية بنسلفانيا السيد توم كوربت، في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية أمس الاول الجمعة 12 شعبان 1434هـ، معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في محطته الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يستضيفه متحف «كارنقي»، وتستمر فعالياته لمدة ثلاثة أشهر.

وحضر حفل الافتتاح الذي حظي بحضور إعلامي أمريكي وعالمي كبير، من الجانب السعودي معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير، ومن الجانب الأمريكي سعادة مدير دائرة الثقافة والتراث بمدينة بيتسبرغ، وسعادة مدير متحف «كارنقي»، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الشخصيات السياسية والثقافية والدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، ومئات الشخصيات التي تمثل المؤسسات الحكومية والأهلية والمنظمات الدولية والجامعات والجهات التي تعنى بالآثار والتراث والثقافة في المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.

ورحب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في بداية كلمته خلال حفل الافتتاح بحاكم ولاية بنسلفانيا، وبمدير دائرة الثقافة والتراث بمدينة بيتسبرغ، وبحضور حفل افتتاح معرض روائع آثار المملكة، مؤكداً أنّ المعرض يفتح نافذة يتعرّف من خلالها الزائر على البُعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وهو بُعد يُعرف لأول مرة للمجتمعات الدولية.

وقال سموه «لقد أمضينا عدة ساعات اليوم لنقول إنّ المملكة العربية السعودية مقبلة على مشروع جديد ومستقبل واعد وذلك بالتحدي الحضاري الذي قبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، حيث قرّر مواجهة واقع الحياة ومتغيّراتها, وكل ما نفعله اليوم لإبراز البعد الحضاري والعمق التاريخي للمملكة ما كان ليتحقق لولا رؤية وعزيمة الملك عبد الله - حفظه الله -، لقد غيّر فينا الطريقة التي نرى فيها دولتنا ودفعنا للإبداع بشجاعة».

وأضاف سموه: «لقد قررنا أن نكون معكم اليوم بمعرض روائع الآثار السعودية لنصل برسالتنا إلى العالم أجمع، ليس بموقف الدفاع بل بشجاعة التحدي الحضاري كما هي ثقافتنا الاجتماعية المبنية على الصدق والأمانة».

وأشاد سموه بالتطور والنهضة التي تشهدها المملكة وقال «لدينا اقتصاد قوي ولدينا وجود ملموس على الساحة الدولية ولدينا رجال مبدعون, ولدينا علاقة مميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت بلقاء الملك المؤسس عبد العزيز - طيّب الله ثراه - والرئيس الراحل روزفلت حيث تمتعا بعلاقة قوية مبنية على أساس الندية ووضوح النوايا»، ونوّه سموه بجهود ملوك المملكة في متابعة خطى الملك المؤسس ومحافظتهم على العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً على أن المملكة تسير بخطى حثيثة نحو الرقي والتطور.

وأضاف أيضاً الأمير سلطان بقوله: «نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي لا خيار أمامها سوى التقدم، ومسيرة التقدم الحديثة بدأها آل سعود بتوحيد المملكة منذ القرن الثامن عشر وأرساها الموحِّد عبد العزيز في القرن العشرين، فلا حضارة بدون استقرار ولا استقرار بدون وحدة، ولهذا كان الملك عبد العزيز هو صاحب الريادة ومؤسس الحضارة الحديثة للمملكة، والأهم أنه هو صاحب أنجح تجارب الوحدة في المنطقة وعبر التاريخ، لهذا فالمملكة العربية السعودية تقدم رسالة المعرفة والسلام والحضارة للعرب والمسلمين والعالم».

وأشار سموه إلى أن البعد الحضاري للمملكة ترى ملامحه في كل مكان على أرضها، وهي أكثر الأمم نجاحاً وازدهاراً في المنطقة، مبيناً بأنّ المملكة مهد الإسلام وبلد مستقر وقوي ومستعد للمساعدة بما فيه منفعة للعالم والشعوب.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال الحفل بأنّ المملكة بلد يسير باستمرار على طريق النهضة والازدهار، وما يقدم في معرض (روائع الآثار السعودية) ما هو إلا دليل على عهد أرض المملكة بالحضارة، مشيراً إلى أن الجهود في ذلك ستستمر بدون كلل أو تعب للبقاء في الصفوف الأولى بين أنجح الأمم.

كما بيّن الأمير سلطان أنّ هذا المعرض يروي قصة أمة عظيمة، ويفتح نافذة كبيرة على المملكة العربية السعودية لنظهر أننا أصحاب تاريخ وحضارة، وأنّ المملكة قامت على أكتاف ثقافة عظيمة وحضارة قديمة.

وقال سموه «نحن أرض الإسلام, والإسلام يعنى الإيمان والسلام والتحلِّي بكل القيم الإنسانية السامية، رسالة الإسلام رسالة عظيمة وإنسانية ونحن حملتها وأهلها ونفخر بتقديمها للعالم بما يفيد الحضارة الإنسانية ويقويها».

وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: «الإسلام دين عظيم مدّ رسالته إلى العالم من شرقه إلى غربه ونحن حملة جينات الحضارة، وهذا أوصلنا إلى ما نحن فيه، ولهذا يجب أن نقود الحوار ويجب أن نقود التطور لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية والعالم».

وبيّن سموه بأنّ أرض الجزيرة العربية شهدت ظهور واختفاء حضارات كثيرة، ولكن الإسلام الذي نبع من مكة كان قوة واحدة ومستمرة.

من جهته رحّب حاكم ولاية بنسلفانيا بالأمير سلطان، مقدماً شكره لسموه لاختيار ولاية بنسلفانيا ومدينة بيتسبرغ لاستضافة هذا المعرض.

وقال السيد توم كوربت: «لقد أتيحت لي فرص عديدة للقاء الكثير من الناس حول العالم وفى هذا البلد، ولكن تلك الساعة ونصف الساعة التي أمضيتها مع سمو الأمير كانت مميزة ومفيدة بشكل خاص، وإذا ما فكرت بالاستعانة بخبير سياحي فسيكون هو أول من الجأ إليه، إنه لأمر لا يمكن تجاهله أن تكون هذه المدينة أول محطة للمعرض بعد العاصمة».

وأضاف بأنّ هذا الافتتاح اليوم يضعهم في صورة التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية، مبيناً بأنه لو تم تفقُّد محتويات المعرض لوجدنا كل قطعة تنطق بحضارة ممتدة في عمق التاريخ وحتى 9 آلاف عام.

وأكد حكم بنسلفانيا بأنّ أرض المملكة عرفت التجارة والثقافة ومختلف العلوم وجعلت من نفسها جسراً حضارياً يربط الشرق بالغرب.

وأشار السيد كوربت إلى أنّ المملكة أمة عظيمة قامت على التقاء الإبداع والإيمان ودخلت هذا القرن في مواجهة تحديات عالم دائم التغيّر، وأضاف «لقد كانت مدينة بيتسبرغ ولازالت جزءاً من هذا المشوار الحضاري السعودي بتشرفها باحتضان الكثير من طالبي العلم وقيادات المستقبل السعوديين, وكذلك الإبقاء على الصلات التجارية والثقافية بين البلدين, ونحن نقدر عالياً علاقتنا مع المملكة السعودية وسنسعى لدعمها أكثر»، مؤكداً بأنّ زيارة الأمير سلطان هي فرصة أخرى لتعزيز الفهم والعلاقة الطيبة مع المنطقة.

كما أشاد حاكم الولاية بالأمير سلطان بن سلمان وقال بأنّ سموه أحد طاقم المركبة ديسكفري، وبهذا هو أول رائد فضاء عربي وأحد أوائل البشر الذين صعدوا إلى الفضاء ومن ثم يمكننا القول إنه «رجل هذا العالم»، ولهذا نحن فخورون باستضافة رجل متنوّر ورائد في عدة مجالات منها العلم والفضاء والآثار وإدارة الدولة، وهو اليوم يشرّف المدينة والولاية وكل الدولة بفرصة التعرُّف على آثار حضارة المملكة العربية السعودية.

كما أكد معالي السفير عادل الجبير خلال كلمته في حفل الافتتاح بأنّ هذا المعرض يقدم صورة الحضارة السعودية القديمة ومدى ارتباطها وتعاونها مع بقية الحضارات الإنسانية المحيطة بها، وقال بأنّ لدينا صلات وطيدة مع حضارات المتوسط ومصر واليمن وشمال الجزيرة.

وأشار الجبير إلى أنّ مسيرة الحضارة عندنا تظهر غزارة التنوُّع والثراء ومدى تأثيره على ثقافتنا الحالية، مبيناً بأنّ أحد أهم نقاط قوّتنا هي قدرتنا على التواصل مع بقية العالم وبقوة من خلال الإيمان والثقافة.

وأشار السفير السعودي قائلً: أنّ لدينا 150 ألف طالب سعودي حول العالم ونطرق كل أبواب العلم والمعرفة، ونشهد وبفخر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات ونساهم بها بما يفيد البشرية جمعاء، فشراكتنا وأعمالنا موجودة حول العالم وتعمل بنشاط وتقدم نجاحاً ملموساً.

ونوّه الجبير في كلمته خلال الحفل بأنّ هذا المعرض يلغي الفكرة الخاطئة التي تكوّنت عن المملكة كأرض معزولة عن الحضارة , فكل ما تشاهدونه هنا يقول العكس ويثبت تحضُّرنا الدائم عبر التاريخ، معرباً عن رغبته بأن يزور الجميع هذا المعرض لما فيه من فائدة ومتعة وتذكير بإنسانية هذا البلد المبنية على الحضارة والتواصل مع كل الشعوب.

واختتم حديثه بالقول: «نريد التواصل والتعاون مع بعضنا، وهذا لن يتحقق بدون أن نعرف بعضنا البعض، وهذا المعرض خير وسيلة لذلك».

بعد ذلك قام الأمير سلطان بن سلمان وحاكم ولاية بنسلفانيا بقص شريط افتتاح المعرض، ثم قاما يرافقهما كبار الضيوف المدعوين بجولة في أرجاء المعرض، قدم خلالها الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف شرحاً عن القطع الأثرية المعروضة، وما تمثله من دلالات حضارية وأطوار تاريخية، تؤكد مدى الثراء الثقافي والعمق التاريخي والبعد الحضاري لأرض المملكة العربية السعودية.

وجرى خلال حفل الافتتاح تكريم رعاة المعرض، ومسؤولي متحف كارنقي لدورهم في الإعداد للمعرض وتنظيمه.

ويركز معرض روائع آثار المملكة، على أثر الطرق التجارية القديمة التي اجتازت شبه الجزيرة العربية في التبادل التجاري والثقافي بين ثقافات مختلفة، من خلال القطع الأثرية المكتشفة من طرق التجارة القديمة، إضافة إلى إبراز تطور طرق الحج مع ظهور الإسلام، ويضم أكثر من (227) قطعة أثرية تغطي الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر النهضة السعودي.

وحظي معرض روائع الآثار برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، واهتمام خاص من لدنه - يحفظه الله - منذ انطلاقه من متحف اللوفر الفرنسي، حيث أصدر توجيهاته بأن ينتقل المعرض بين عدد من الدول الأوروبية، وأبرز المدن في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد اكتسب المعرض منذ انطلاقته في متحف اللوفر الفرنسي مكانة عالمية وشهرة في الأوساط العلمية والثقافية، وحقق نجاحاً كبيراً في محطاته الخمس السابقة، بدءاً من «اللوفر» الفرنسي، إلى مؤسسة «لاكاشيا» الأسبانية، مروراً بمتحف «الأرميتاج» الروسي، وصولاً إلى متحف «البيرغامون» الألماني، ثم متحف السميثسونيان في واشنطن، حيث زاره أكثر من مليوني زائر في المحطات الخمس.

ويُعد متحف كارنقي الذي يستضيف المعرض من أعرق المتاحف في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1895م، ويقوم بدور ثقافي وتوعوي مهم، ويقدم الكثير من البرامج، ويقام فيه سنوياً أكثر من (100) معرض خاص، وينظم ما يزيد على (200) مخيم وفصل دراسي للأطفال والكبار، ويزوره أكثر من (1.3) مليون شخص في السنة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة