Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 24/06/2013 Issue 14879 14879 الأثنين 15 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من الظواهر التي يتوقف المرء عندها طويلا، تبرز ظاهرة بعض الوعاظ هنا، وعندما أتحدث عن «الوعاظ» -وأنا دائما أفعل- فأنا لا أتحدث عن المتدينين الصادقين، الذين أدافع عنهم وعن منهجهم القويم في كل حين، بل أتحدث عن أولئك الذين يمتهنون الوعظ الديني كتجارة مربحة، وذلك من خلال المحاضرات مدفوعة الثمن، والبرامج التلفزيونية التي يدفع منتجوها بالأصفر الرنان، وكذلك نشر المواعظ والخطب من خلال شركات الاتصالات، وذلك بأن يشترك «المواطن» في خدمة بمقابل مادي ويحصل من خلالها على مقاطع صوتية ومكتوبة لواعظه المفضل!، ولن أتحدث أكثر عن نوعية الناس التي تتابع هؤلاء وتدافع عنهم وتشتم من أجلهم، فهؤلاء هم «الماكينة» التي تنفق بسخاء على النمط المعيشي المرفه الذي يعيشه هؤلاء الوعاظ، فهم من خلال هذه «المكائن» يسكنون أفخم المنازل ويركبون أفخم السيارات ويسيحون في بلاد الله الواسعة، بما فيها ذلك تلك الدول التي ينعتونها بالكفر والفجور من على منابرهم، ولكني سأتحدث عن تناقضات الوعاظ أنفسهم.

تناقلت الأخبار قبل أيام أن واعظا زار إحدى الدول الغربية وأشاد بتسامحها مع معتنقي الأديان الأخرى!، وهذا الأخ الذي فعل ذلك، لا يتوقف عن شتم مخالفيه من على منبره هنا، وعندما أقول مخالفيه فأنا لا أتحدث عمن يختلف عنه في الدين أو حتى في المذهب، بل إنني أتحدث عن مواطنيه الذين يتقاسمون معه ذات المنهج الديني، والغريب أنه يصفهم بأنهم أعداء و»تغريبيين!»، وهنا تساؤل كبير، فإذا كان هذا الواعظ «العبقري» يشتم خصومه ويتهمهم بأنهم «تغريبيين» أي أن لهم علاقة بالغرب أو أنهم معجبون بالمنهج الحياتي الغربي، فلم يسافر -هو ذاته- إلى هذا الغرب الذي يعير خصومه بالتبعية له؟!، ثم تساؤل أكبر: إذا كان الإعجاب بالغرب يعتبر جريمة تستحق الشتم من على المنابر في رأي هذا الواعظ «الاستثنائي» فلم يمدح تسامح الغرب وهو بين ظهرانيهم؟! أم أنه يفرق هنا بين «التغريب الأصلي» أي الإنسان الغربي، و»التغريب التقليد» أي الإنسان السعودي، وهنا نتمنى أن نعرف «الفلسفة الكاملة» لهذا الواعظ «المفكر» فيما يتعلق بالتغريب، والتغريبيين، وخلاصة الحديث أنهم كلهم ذلك الواعظ، إذ تجد الواحد منهم يشتم الغرب والتغريبيين من باب أن هذه بضاعة تبيع هنا على الأتباع «المغيبين».

هذا.. ولكنه هو لا يقاوم سحر هذا الغرب، فتجده يسافر هناك للسياحة والعلاج وربما لما هو أكثر من ذلك، فهل يستيقظ المغيبون يوما، ويدركون حقيقة ما يجري، أم أن التابع لا يستطيع مقاومة الراحة التي تجلبها له التبعية العمياء، والمطلقة.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
الواعظ «التغريبي»!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة