Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 25/06/2013 Issue 14880 14880 الثلاثاء 16 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لا أتحدث هنا عمّا شاع وذاع، وتحدثت عنه وسائل الإعلام المختلفة، وتناوله الكتاب والمحللون من وجود تجاوزات مالية وإدارية في عدد من الإدارات العامة بمناطق المملكة المختلفة !! فهي وإن كانت ظاهرة خطيرة لا يقرها أو يجيزها عاقل أمين نزيه منصف إلا أن الأخطر عندي الذي لا يمكن أن يقدر بثمن عجز التربية والتعليم عن صناعة عقل، وبناء عاطفة، وضبط سلوك، الإنسان الصالح للاستخلاف في الأرض، تلك المهمة التي ندبنا الله لها، وكلفنا القيام بها، والمرتكزة على دعامتين أساس “العبودية، والعمارة”، ولعل من بين المؤشرات والدلائل على العجز الذي يصل بنا ويوصلنا إلى وصم الحالة التي نعيشها بأنها “فساد” ما يلي:

* وجود ضعف ملحوظ ومعروف في كتابة وتحدث الطلبة والطالبات ممن ترقوا في سلم التعليم العام ابتداء من رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الثانوية، مع أنهم درسوا اللغة العربية، وتدربوا على الكتابة الإنشائية، والتحدث والخطابة سواء في قاعة الدراسة أو أمام الطابور الصباحي وكذا في مناسبات التعليم المختلفة.

* عجز مناهجنا عن بناء الشخصية الوطنية في ذهنية العقلية السعودية حتى بعد إقرار مادة “ الوحدة الوطنية” التي أريد منها أن تعزز الشعور بالانتماء وتقوي معالم الهوية في نفوس النشء.

* وجود البطالة بشكل غريب وعجيب خاصة في أوساط الشباب الفتي مع أن السوق السعودي يتسع لمختلف الجنسيات التي تفد من بلاد العالم بأسره بحثاً عن لقمة العيش في رحاب هذه الأرض الطيبة المباركة.

* عجزنا عن فرض لغتنا في التعليم التخصصي خلاف كثير من العوالم التي تعتز بذاتها، وتفاخر بثوابتها، و تدافع عن تراثها، ليس هذا فحسب بل اعتقاد بعض منا بأن لغتنا العربية ليست لغة العصر، ولا يمكن أن تتواكب مع الرقي والتقدم والتحضر الذي يعيشه إنسان القرن الحادي والعشرين.

* وجود السنة التحضيرية وإقرارها في جميع التخصصات حتى الإنسانية منها والتي تركز بشكل كبير على تعليم اللغة الإنجليزية، واشتراط تجاوزها للحصول على مقعد في الجامعة، ليس هذا فحسب بل وجود سيل من الامتحانات ذات الصلة بالكفاءة والقدرة سواء العامة أو التخصصية تسبق دخول الطالب المرحلة الجامعية، فهذا اعتراف ضمني بعدم الثقة بمخرجات وتقديرات تعليمنا العام الذي يصنف في النهاية بأنه لون من ألوان الفساد ذات الأبعاد والأطياف المختلفة!!

* خوفنا الدائم على تأثر عقائد وقناعات أبنائنا حين احتكاكهم ومعايشتهم مع الآخر، ليس هذا فحسب بل وجود مجموعة وإن كانت قليلة من خريجي التربية والتعليم درسوا العقيدة السلفية الصحيحة سنوات عديدة وبين عشية وضحاها ينخرطون في تيار التكفير المغالي المتطرف ويمارسون الإرهاب أو على العكس تماماً تجدهم يعلنون الحرب على الإسلام من خلال إيمانهم بالليبرالية الإمبريالية ذات البعد التغريبي المعروف!! فأين ذهب ما درسوه في باب التوحيد؟

* ازدواج الشخصية لدى بعض منا،ومن ثم غياب القدوة ذات التأثير الإيجابي الفاعل في نفسية النشء.

* تكرس القيم السلبية والأخلاقيات النفعية والسلوكيات الخاطئة في حياتنا الاجتماعية خلاف ما تلقيناه وما نعرفه يقيناً من أن الكذب حرام، والإخلاص واجب، والاعتصام بحبل الله، والاتحاد، والتعاون على البر والتقوى هي سبيل النجاة، والنظام.. والجدية.. والنزاهة.. والسلامة من الحقد والحسد و...صفات وسمات الشخصية المسلمة في كل زمان ومكان.

* العجز عن قيادة المجتمع وبناء ثقافة إيجابية تهزم العادات والتقاليد السلبية المعشعشة في الذهنية المجتمعية.

* ضبابية الرؤية وغياب الهدف، فالطالب يتخرج من المرحلة الثانوية وهو لا يعلم ماذا يريد، وإلى أين يتجه، وما هي رؤيته للحياة، وتخطيطه لمستقبله.

وحتى تتبيَّن ملامح الفساد ويتضح الأمر لأخي الكريم عليه أن يجري مقارنة سريعة بين ما كان عليه جيل الآباء والأجداد وحالنا اليوم وستصل دون أي جهد يذكر لمواطن الخلل ومكامن الداء، حفظ الله عقول الأبناء ووقانا جميعاً كيد الأعداء، دمتم بخير. وإلى لقاء والسلام.

الحبر الأخضر
فساد التعليم 1- 2
د.عثمان بن صالح العامر

د.عثمان بن صالح  العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة