Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 26/06/2013 Issue 14881 14881 الاربعاء 17 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

منطقة الباحة تتميز بطبيعة طبوغرافية مختلفة عن كثير من المناطق، باعتبارها منطقة جبلية، تتكون من الجبال ومنحدراتها والأودية والشعاب، وتعتمد على المياه السطحية في الزراعة والري والشرب ولديها غطاء نباتي كثيف ومتميز. هذا التميز، يتطلب التعامل مع مشاريعها وخططها التنموية بشكل مختلف وتحديداً يتطلب وجود الحساسية الكافية تجاه مكونات البيئة، حتى لا تخسر المنطقة أحد أبرز مميزاتها الممثلة في نقاء وجمال البيئة وحتى لا نتسبب في الأضرار الصحية على البشر والحيوان.

هناك ثلاثة مصادر أو مؤشرات خطر يجب التحذير منها والتنبيه إلى مراجعتها بشكل جاد من قبل مجلس المنطقة وهيئة الأرصاد والبيئة، التي لا ندري ما هو دورها بالمنطقة، والجهات ذات العلاقة بمشاريع المنطقة.

الخطر الأول يتمثل في مشاريع الصرف الصحي التي بدأت تأخذ طريقها للتنفيذ في بعض أجزاء المنطقة، حيث تكمن الخطورة هنا في الدفع بمياه الصرف الصحي نحو الأودية التي بدورها تغذي الآبار والسدود. وحتى في حالة عدم تصريف مياه الصرف الصحي بالأودية فالملاحظ هو استسهال مد أنابيب الصرف الصحي عبر مسارات الأودية، باعتبارها مسارات يسهل شقها مقارنة بسفوح الجبال.

الإشكالية هنا، أن السيول الجارفة لا ترحم وفي حالات عديدة ستقود قوتها إلى تحطيم تلك الأنابيب وجرف مياه الصرف الصحي الملوثة إلى السدود. وكما نعلم بأن السدود بالمنطقة هي المصدر الرئيس للمياه بالمنطقة. انظر على سبيل المثال مشروع الصرف الصحي الذي يمر بوادي (رياح بالعذبة) وسيقود إلى صب مياه الصرف الصحي في أحد أكبر ثلاثة سدود مياه بالمنطقة!

الخطر الثاني يتمثل في المياه الراكدة أو غير الجارية، حيث المنطقة تحظى بنسبة جيدة من السدود التي تحجز المياه لفترات طويلة وكذلك تتميز بوجود مئات الآبار السطحية وكثير منها أصبح مهجوراً لا تتجدد مياهه بشكل مستمر بسبب هجر الناس للزراعة واستخدام تلك الآبار. والخطر البيئي الصحي هنا يتمثل في تحويل مياه السدود والآبار إلى بؤر لنمو مصادر الأمراض كالبلهارسيا وتجمع الحشرات بما فيها المسببة للملاريا والضنك وغيرها.

في الماضي كان هناك مركز نشط يسمى مركز البلهارسيا والملاريا بالمنطقة يتولى مهمة تعقيم جميع الآبار وفحص جميع المواطنين في الأمراض ذات العلاقة، لكنه للأسف لم يعد هناك وجود تلك المراكز ولم يعد هناك جهة واحدة مسؤولة عن الكشف والتعقيم للآبار والسدود بالمنطقة!

الخطر الثالث يتمثل في الجرف السطحي للغطاء النباتي بشكل عشوائي سواء من قبل الأهالي أو من قبل الجهات المعنية بمشاريع الدولة كمشاريع الطرق والمنتزهات وغيرها.

نعم بعض تلك المشاريع حيوية وذات ضرورة تنموية ومعاشية، لكن هذا لا يمنع من وجود الحس البيئي الذي يسعى إلى تجنب قطع الأشجار وتحطيم الغطاء النباتي قدر الإمكان. هناك أشجار معمرة يتم جرفها بشكل عشوائي مؤلم في أكثر من منتزه أو طريق.

الغطاء النباتي ونظافة ونقاء المياه والهواء تشكل عنصر تميز بمنطقة الباحة، ولكن استمرارنا في التصرف بعشوائية في مشاريع المنطقة وتصرفنا في عدم أخذ الاحتياطات الوقائية تجاه خلو مصادر المياه والبيئة من التلوث سيفقد المنطقة ذلك التميز. وقد يقود إلى مشاكل بيئية وصحية تظهر في المستقبل. إن لم تكن بعض تلك المشاكل موجودة ويخفيها ضعف نظامنا الصحي والبيئي في جوانبه الوقائية والبحثية الميدانية. لا نريد تعطيل التنمية، لكن نريد أن نكون أكثر حساسية لمكونات البيئة.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
مخاطر بيئية بمنطقة الباحة
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة