Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 30/06/2013 Issue 14885 14885 الأحد 21 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

مكتبة السويدي أنموذجاً
المكتبات العامة في الأحياء بين الإهمال والنسيان
عبدالله بن عبدالعزيز الدغيثر

رجوع

إن الناظر والمتأمل في تاريخ المكتبات الإسلامية عبر القرون الماضية يرى أن لها دوراً كبيراً في تحقيق الرقي والازدهار العلمي والثقافي على مستوى الفرد والمجتمع، لا سيما ونحن أمة القراءة، والله تعالى يأمرنا بالقراءة في أول آية نزلت من كتابه الكريم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ سورة العلق (1) وما هذه الخزانة الهائلة من كتب التراث الإسلامي إلا شاهدٌ على ذلك، ناهيك عن المفقود منها والمحروق أو المسروق.

إن الهدف الرئيس من المكتبات العامة هو نشر العلم والوعي الثقافي بين أوساط المجتمع كافة، المواطنون وغيرهم دون مقابل؛ لأن عموميتها تقتضي -ذلك، خاصة إذا كانت الدولة هي الجهة المشرفة عليها والتي تقوم بتمويلها كما هو الحال عندنا في هذه البلاد، ولكن مع أهمية هذه المكتبات ودورها الرائد عبر التاريخ القديم والحديث، يلاحظ أن هناك قصوراً في ارتياد الناس لهذه المكتبات وإقبالهم عليها، ولعل ذلك يرجع لعدة أمور، فأذكر منها على سبيل الإيجاز مايلي:

1 - قلة أعداد هذه المكتبات في أحياء المدينة، فعلى مستوى مدينة الرياض -عاصمة المملكة العربية السعودية- لا يوجد بها سوى مكتبتين!!! إحداهما في حي السويدي والأخرى في حي النسيم.

2 - قصر الاستفادة من خدمات المكتبات العامة على العنصر الرجالي دون النسائي، فضلاً عن وجود مكان خاص بهن، وعدم تخصيص أجنحة خاصة لغير الناطقين بالعربية من العمالة الأجنبية بمختلف اللغات المشهورة في البلاد.

3 - افتقار هذه المكتبات إلى كثير من الأجهزة المتطورة (آلات تصوير، أجهزة حاسب آلي، برامج فهرسة متطورة...) والمواد العلمية والمصادر التي ينبغي متابعتها دورياً، ولقد زرت مكتبة السويدي عدة مرات فوجدتها تُعاني من قُصور مُفرط في كثير من الخدمات.

4 - عدم تفعيل دور الإعلام ووزارة التربية والتعليم في نشر -ثقافة القراءة بين أوساط المجتمع، وتشجيع الطلاب على ممارستها.

5 - عدم تفعيل دور المكتبات إلكترونياً عن طريق وضع كروكي للمكتبة وذكر مهامها وأنشطتها على شبكة الإنترنت وتقديم خدمات متطورة عن طريق هذه المواقع.

6 - النقص الكبير في أغلب تقنيات المعلومات كالإنترنت، وقواعد المعلومات، والكتب والدوريات الإلكترونية، وعدم توفر خطط مستقبلية لتطوير تقنيات المعلومات في المكتبات العامة.

7 - عدم تقييم المكتبة بصفة دورية، ومتابعة احتياجات المستفيدين وتقبل آراءهم ومقترحاتهم.

وفي الختام أرجو أن يلقى هذا المقال اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين في وزارة الإعلام ينعكس أثره إيجابياً على هذه المكتبات العامة في الرفع من مستواها، وتطويرها، وتكثير أعدادها، وتوسيع دائرة المستفيدين من خدماتها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة