Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 02/07/2013 Issue 14887 14887 الثلاثاء 23 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أثار السيد محمد آل سلمان، والد الطفلة المغدورة لميس، شجوني، بل وأبكتني تغريداته كما أبكت قراءها وهو يستعرض حياة ابنته منذ مولدها في شعبان حتى رحيلها فيه بعد سنوات جميلة قضتها تلك البريئة ترفل بطفولتها بين أفراد أسرتها. وقد نشر والدها صورها وهي تمارس حياتها القصيرة في جميع مناشطها!

كانت العبارات التي كتبها الأب المكلوم مؤثرة، لأن رحيل لميس عن الدنيا لم يكن عاديا، بل كان غدرا وقتلا وذبحا من لدن الخادمة التي تجردت من معاني الإنسانية وارتكبت أعظم جناية!

والحق أن قتل الأطفال من لدن الخادمات أصبح لافتا وأمرا بات يتكرر بشكل مخيف، مما يستوجب دراسة أسبابه ومعرفة دوافعه، بعيدا عن جنسية الخادمة أو عِرقها، لأن حوادث القتل وقعت من جنسيات مختلفة وبصور شتى، بيد أنها موجهة للأطفال على وجه التحديد! وإلى ذلك الحين؛ فمن الحكمة تجنيب أبنائنا التعامل المباشر معهن وحصر أعمالهن على النظافة العامة دون ملامسة شؤونهم، لأن التواصل قد يثير حنقهن أو غيرتهن فيقع المحذور! ومن العدل -أثناء الدراسة- عدم إغفال سلوك بعض الأطفال ومشاكستهم وطريقة تعاملهم مع الخدم بصورة عامة، وعدم تجاهل طغيان ثقافة النظرة الدونية أو الاستعلاء نحوهم، وهي سلوكيات رأيتها وسمعت عنها الكثير وسط تغاضي بعض الأسر لتلك التصرفات السلبية.

إن التعامل مع الخدم من قبل أفراد الأسرة عموما يستوجب الاحترام الإنساني وعدم التعالي أو النظرة الدونية أو إطلاق كلمات التهديد والوعيد أو تأخير الرواتب أو الخصم منها، ويلزم توفير مكان مناسب للنوم يحتوي على جميع المتطلبات الحياتية من هدوء وتبريد وراحة وتلفزيون وتمكينهن من التواصل مع أسرهن بطريقة عادلة، وكذلك التوقف عن إثارة الغيرة والاستعراض أمامهن سواء بالملبس أو استخدام الزينة بشكل مبالغ، فهي أنثى يثيرها ما يثيرهن!

وبعيدا عن ذلك، فإن لميس الزهرة المتفتحة ذهبت لقدر كان مجهولا وقضاء كان محتوما، فأرجو أن تكوني يا لميس شفيعة لوالديك في الآخرة كما كنت لهم فرحة في الدنيا، وأدعو الله أن يربط على قلوب أسرتك ويعوضهم خيرا، ويلبسهم رداء الصبر ويرزقهم السلوى.

وأحر التعازي عبر جريدتنا “الجزيرة” لأسرة لميس ولكل أم وأب فجع بمقتل ابن أو بنت بيد خادمة تجردت من إنسانيتها، مع تجاوز تعميم الإجرام على جميع الخدم.

وقريبا سيبدأ عام دراسي سترتدي الصغيرات مراييلهن، بينما أنت ملفوفة في كفنك مسجاة في قبرك.

حسبنا الله وكفى!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
إنهن يقتلن أبناءنا!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة