Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 06/07/2013 Issue 14891 14891 السبت 27 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

يسجّل لأجهزة الأمن حكمتها وحسن تصرفها ونجاحها بمعالجة الشغب أمام قنصلية السفارة الآسيوية الذي أحدثته غوغائية آلاف من عمالتها التي احتشدت مطالبة بسرعة إنهاء إجراءات تصحيح أوضاعها حسب نظام الإقامة والعمل بالمملكة أو تسفيرهم قبل نهاية المهلة الممنوحة للعمالة المخالفة، وغير مستغرب من جهات الاختصاص الأمنية الحلم وسعة الصدر في مثل هذه المواقف، وهو استمرار للحلم والحكمة ذاتها بالصبر على مخالفاتهم كل هذه السنين مع الدعوات لهم بعدم الانسياق وراء مغريات المنتفعين من مخالفاتهم للقوانين بالمملكة، واعتبارهم ضيوف أعزاء لهم التقدير وحسن الضيافة جاءوا ليستفيدوا ويفيدوا في أطر من عقود العمل التي كان يجب احترامها من كل الأطراف، ومع إخلال البعض بها وتجاوزهم حدود المعقول من المخالفات بما يعد نوعاً من الجرائم وإهانة أنظمة البلاد وأهلها كان لا بد من وقفة تصحيحية لم تجحف بحق الضيوف، بل كانت بطرق راقية وفرص غير مسبوقة، وتمديد تلو تمديد لإتاحة الفرصة لمن لم تسعفه ظروفه لإنجاز أوراقه، غير أن البعض وهم قلة تعوّدوا على الفوضى بما يحيطهم من جهل بأهمية احترام النظم والعقود، ولأن سفارات بلادهم لم تعودهم على تقديم النصح والتوجيه قبل القدوم وبعده وتعريفهم بأنظمة البلاد وأعرافهم وثقافاتهم المعاشة حتى يمارسوا حياتهم ويؤدوا أعمالهم بما يتواءم وهذه القوالب ويندمجون في المجتمع الجديد أثناء فترة بقائهم فيه وهم في يسر وراحة من أمرهم بعيداً عن أي تعقيدات ومشكلات، الواضح أن بعض السفارات التي تنتمي إليها كثير من العمالة لم تقدّم شيئاً يذكر في هذا الصدد، لا بل إن بعض أعضاء في هذه السفارات يدافعون عن مرتكبي المخالفات و(الجرائم) ويساعدونهم على السفر تهرباً من العقوبات عليهم، والأنكى من ذلك أن ما يُسمى بالإعلام الأصفر في تلك الدول يشن حملات كراهية مغرضة ضد أبناء المملكة كلما حكمت محكمة شرعية بحق مقترف لجريمة كالقتل والاعتداء على النفس والمال ونحو ذلك من الجرائم التي ترتكبها عمالتهم، لكنهم لا يتحدثون حينما تكون المحكمة بجانب أحد جالياتهم ضد من ظلمه من المواطنين، والسفارات هي مدار الحديث هنا لا صحافتهم فهي لا تحرك ساكناً حال الهجوم على أبناء المملكة وتوضح لجالياتها وصحافتها الحقيقة وما كان يجب أن تتبعه لتكون في الإجراء السليم بما يحترم ويوثّق أسس العلاقات المتبعة والمعتبرة بين الدول ويزيد من روابط التعاون بين جاليتها وبين مواطني المملكة، كان على السفارات دور كبير تعمل من أجله لكنها لم تقدّم ما تتدارك به ما حصل من هروب ومخالفات لعمالتها بعشرات الآلاف وهي تقف متفرّجة وكأن الأمر لا يعنيها ومع بداية التصحيح تضج متذمرة من أن المهلة غير كافية وتقنع المستفيدين بهذا الفهم الخاطئ بدلاً من أن تتحمّل مسؤولياتها منذ البداية وتعمل متعاونة مع أجهزة وأنظمة بلد كان كريماً رحيماً جداً مع عمالتها، والغريب أنه مع أزمة غوغائية القنصلية الآسيوية يظهر مسؤول السفارة ليقول: إن عدم اكتمال المستندات المطلوبة واحتمال كثرة التزوير هو ما عطّل سرعة إنهاء الإجراءات، يا رجل: الآن عرفت أن هناك تزوير في المستندات، ولم تعرفها حين قدومهم إلينا؟

t@alialkhuzaim

سفارات بعين واحدة
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة