Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 06/07/2013 Issue 14891 14891 السبت 27 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

آل عبدالكريم يرد على ابن عقيل:
«القطعة» لغة: البقعة من الأرض إذا كانت مفرزة متسعة وهنا جاء اسم (الوسيعة)

رجوع

حينما تستعيد الذاكرة مواضع كنا نسعد بارتيادها في بلد المنشأ شقراء وما طرأ عليها من اندثاركثير من مبانيها تبعاً لعوامل الزمن والتطور الذي جرى عليها كغيرها من بلدان وطننا العزيز بقدر لا يكاد يتصوره العقل نتيجة للاستقرار ووفرة المادة والانفتاح على آفاق واسعة حديثة التكوين مما أتاح تغيراً جذرياً واكبه استبدال بيوت الطين وأسواقه بأخرى من البلك وخشب الطبق المغطاة بالأسمنت، ثم بالبناء الحديث المشيد بالحديد والأسمنت والمزود بالكهرباء والماء والحمامات الحديثة ومجاري التصريف، كلها أمور ملزمة بالتسابق على أحدث المبتكرات المتدرجة إلى الرقي عبر عشرات السنين.

2 - ومع ذلك تبقى عناصر المواطنة تحن إلى مشاهدة تلك البيوت التي هجرت وتداعت تبعاً لعوامل الزمن والإهمال وتذكر أسماء ما اندثر منها.

بدأتُ برصد أبيات شعبية عن تلك المسميات من مواقع وأسواق ودكاكين مع من يزاولون فيها الأعمال التجارية السائدة آنذاك، وركزت على كثير مما يشتاق المعاصرون واللاحقون لسماع ذكره مستشهداً بما يرمز لأهلها من جوانب تزيد الوصف وضوحاً.

3 - تكرّم الأديب المخلص لذويه وبلده الأخ عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن سعد البواردي فدوّن هذه القصيدة ضمن كتاب حمولة البواريد، وتكرم بزيارتي وتزويدي بنسخة منه راجياً زيادة إيضاحات عن تلك المواضع الواردة في القصيدة لتدوينها ضمنه عند إعادة طبعه مما شجعني على تلمس جوانب دسمة مكملة لتلك الأبيات، كما أنني زودته بملاحظات ترفع مستوى اشتمال الكتاب إلى الأفضل مما يعد روافد تمد القارئ بصورة ذات ألق مطلوب عن أبياته وأبطاله ومشاهديه.

4 - كتب أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في صحيفة «الجزيرة» الصادرة في رجب 1434هـ عن قصيدتي آنفة الذكر مشيراً إلى قولي: (وأهل الوسيعة لحمهم ما يخلطه مصير)، وذكر أن المجزرة تلك تسمى القطعة.

5 - وأقول: القطعة لغة: البقعة من الأرض إذا كانت مفرزة متسعة، وهنا جاء اسم الوسيعة التي كانت ضيقة يوم كان وسطها مسنى - مِنحَاة - شطن يمتح الماء من قليب اللّدمة الواقعة جنوبيها ليسقي نخيلات كانت ثم بانت ببناء بيوت الطين على أطلالها فلما استغني عن المنحاة دفنت فكوّنت مع الجادتين غربيها وشرقيها أرضا واسعة بالنسبة لما يجاورها من الأسواق، وهناك قانون ساري المفعول قبل ما يزيد على مائة عام ينص على ألا يقل عرض أي سوق عن سبعة أذرع.

6 - كان يتم تداول الدخان نثرياً مثل الشاي الأخضر اليابس، ويلف جزء منه في وريقة صغيرة مربعة الشكل ويوقد أحد طرفيها بالنار ويشفط المدخن ما يكفيه مرات متتاليات حتى يكاد ينتهي ما فيها. فأحدهم أثناء شفطه الدخّان شرِقَ وكحَّ بقوة لا إرادية وخرج منه هواء بصوت - كرمتم -. ولما كان الدخان يسمى تِتْناً قال:

تتنكم هذا كراكي من سماد في الوسيعة

داخْنِهْ عوّرْ حْبَالِيْ لا ربح رجْل ببيعه

فقال شاعر حاضر الجلسة: إشربه وانت متراكي والحق الكحَّةْ.. عَهْ

- كرمتم - لأن الأرز درجات هورة ومزّه وأقلها قيمة الكراكي.

وأما تسمية القطعة بالحتَّهْ فقد قال شاعر يخاطب السعلو ابن سلامة الواقع بيته في منتصف الضلع الغربي من القطعة:

أنشدك يا السلعو قصير الحته

يا اللي شعر صدره يجي له ساحه

ما اثنى ظناها ستة مع سته

وعيالها للناس فيهم راحة

فرد عليه السعلو قائلاً:

هذيك يالخكري عيال الدسته

وأعوادها بجنوبها قدَّاحه

وكلمة السعلو تخيف بها الأمهات أولادهن إذا صاحوا قائلة: «اسكت لا يجيك السعلو».. واسمه الصحيح السلعو وهو حيوان بين حجمي الثعلب والذئب يوجد في ريف مصر حول المزارع والحِتَّة في اللغة الدارجة خاصة عند المصريين الموضع، ولذا فالقطعة هي الوسيعة والمجزرة والحِتَّة.

هذا ما رأيت إيضاحه عن الوسيعة ومسمياتها الأخرى آملاً أن أكون قد أوفيت الموضوع ما يستحقه وراجياً من الله التوفيق لما يحبه ويرضاه وعمراً مديداً وعافية آمين.


- عبدالرحمن بن عبدالله آل عبدالكريم

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة