Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 07/07/2013 Issue 14892 14892 الأحد 28 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تستغرب من المهارات السلبية لدى جماعة الإخوان تنظيماً وأتباعاً في خسارة متعاطفين ومؤيدين ومختلفين، ثم خسارة كل المكاسب بشكل أخطاء سريعة ومكثفة ومكررة..!

ورغم الفرصة الكبرى التي أتيحت لهم في السلطة والقيادة والحكم في مصر -مثلاً-، إلا أنهم أثبتوا ضعفاً وجهلاً بالشأن العام مع نقص حاد في الإدارة، إدارة الدولة.

وقد يكون لحسن الحظ تخبطهم وارتباكهم وأخطاؤهم الجمة التي أظهرت أن هذه الجماعة بالكاد أن تكون قادرة على أن تصبح معارضة مغلقة على كوادرها وأتباعها فقط.

والحقيقة أن هذا يبدو أمراً راسخاً في جماعة الإخوان ويظهر مع أنصارها في الخليج والمنطقة العربية، أعني الأفق الضيق والانغلاق والمكابرة، ثم خسارة الجميع والفشل في الإدارة والاحتواء، والعمل مع الآخر، أي آخر خارج تنظيم الجماعة، -بما في ذلك الأحزاب الإسلامية السياسة!-، ليأتي هذا السقوط المتوقع مدوياً لشعبية أسطورية بنية على سمعة وتاريخ التنظيم السري، فهي أيضاً لا تستطيع أن تقنع أحداً تحت الأضواء والإعلام وعصر المعلومات الحرة. فتاريخها السري، ونفسية باقية من تجربة السجون المرة، ودائماً طبيعة التنظيم الأثر الأكبر.

ومع فشلها الهائل في إدارة الملفات الأمنية والاقتصادية والإعلامية، عادت الجماعة لوكرها، ولحجمها الطبيعي.

إلا أن الإخوان وجماعتهم ليسوا أشراراً بالضرورة، لكنهم عاجزون بالتأكيد حتى على صعيد العلاقات العامة والخاصة، إلا في إطار جماعة تقوم على السمع والطاعة المطلقة في هيكلها التنظيمي، حيث للمرشد صلاحيات ونفوذ يتفوق على رئيس الدولة أو أي وزير أو عضو أو خبير أو مستشار في الحكومة.

لكن سيكون غير واقعي لو اعتقدنا أن الإخوان كفكر ووجود انتهوا تماماً هكذا، هذا كلام غير واقعي أو مقبول أيها السادة.

سيعود الإخوان - إن بقي فيهم عقل- كتيار سياسي حديث، متى ما كانوا مستعدين للتعلم من الماضي القريب، واستوعبوا أولاً أن أهلهم وعشيرتهم ليسوا نهاية العالم أو قوته التي تكفي لامتلاكه، أو تتحكم كاملاً وبالمطلق في دولة أو مدينة أو حتى قرية! لا يمكن أن تصور أن جماعة الإخوان والتنظيم سيزول كهذا، وكأنه لم يكن.

عندها سنكون بسطاء وسذجاً أيضاً.

سيعيد التنظيم صفوفه، وقد تنطلق داخله حركة إصلاحية جديدة وتحديثية، تتخلى عن الهاجس القديم وممارسة دور الضحية، وهو أمر يمكن أن يقوم به ممن لم يتخرج من سجون الأنظمة العربية السيئة الذكر.

لكن ذلك يتطلب أيضاً وعياً بالواقع وفهماً لحقائقه، والتخلص عن الفكرة الأسطورية بقوة تنظيم الإخوان وعالميته! لجماعة الإخوان على كل عيوبها وأطماعها إلا أنها ليست نبتة شيطانية بالضرورة، لكن لها تكوينها التنظيمي والمصلحي الخاص الضيق جداً، والمتعالي جداً جداً!

الإخوان هل هم أشرار..؟ هل سيعودون..؟!
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة