Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 08/07/2013 Issue 14893 14893 الأثنين 29 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في مقاعد الدرس بالجامعة، وقبيل الامتحان النهائي في مادة طرق ومناهج البحث العلمي، جاء صاحبي مهرولاً ناحيتي حاملاً معه خبر قرار انسحابه من دخول الاختبار النهائي، ومحاولاً إقناعي بأن انسحب مثله لأركّز جهدي

في مواد أخرى وخصوصاً أن نسبة درجاتنا الفصلية متساوية!

أجبته بالرفض! وحاول طيلة أسبوع كامل مردداً عبارته الساخرة: نحتاج إلى معجزة لتجاوز هذه المادة!

قلت له: كفى إحباطاً! افعل ما شئت.. لن أنسحب؟

واصل إحباطه: ولكنك سترسب؟

أجبته: وإن يكن.. علامة راسب أفضل من محروم!

من رحمة الله تعالى تجاوزت الامتحان بنجاح، فيما صديقي فضَّل الانسحاب مبكراً!

أروي هذه القصة التي أتذكّرها دائماً كلما تعاملت مع شخص محبط خاصة في دائرة العمل والأصدقاء للإشارة إلى ما يمكن أن يقوم به الأصدقاء المحبطون من تعديل مسار حياتك أو إضعاف همتك في العمل أو الدراسة. لا أشك في نوايا صديقي الطيِّبة، لكن المحبة والثقة لشخص لا تعني أن أسلّم له عقلي والاختيار نيابة عني في قرارات مصيرية قد تغيِّر مسار حياتي بالكامل!

قصتي تتشابه مع آخرين غيري وباختلاف التفاصيل. قد تسمع قصصاً لطلاب تغيَّرت مسارات دراساتهم الجامعية بالكامل من أجل أصدقائهم. أو موظف مجتهد في عمله تكاسل عن أداء ما يوكل إليه من مهام بسبب نصيحة زميل له بأن لا يتعب نفسه من أجل العمل لأن نظام الموظفين لا يفرّق بين المجتهد والكسول!

أرجو أن ألا يفهم من كلامي أن الإنسان يعدم الثقة فيمن حوله. الاستماع إلى الآخرين مهم خاصة في التعرّف على تجاربهم السابقة، والاستفادة من عدم تكرار الوقوع في نفس الأخطاء، لكن أن يكون الاختيار وفقاً لما يريده الفرد نفسه وليس تجاوباً مع إحباطات صديقه أو زميله أو قريبه!

إن كمية الإحباط التي تقرأها وتسمعها وتشاهدها في المجتمع تصيب الإنسان العاقل بالحيرة، وتدفعه لأن يتوقف عن العمل أو التكاسل عن أداء العمل بحجة أن الأمور ستبقى على ما هي عليه سواء عمل الفرد أو لم يعمل!

وقد تلاحظ أن هذا الشعور يتزايد بالذات في القطاعات الحكومية أكثر منها في القطاع الخاص الذي يقيم أداء منسوبيه بحسب الكفاءة بغض النظر عن سنوات الخدمة أو الخبرة!

الذي قد لا يشعر به الشخص المحبط أن حالة إحباطه ستكون نتائجها الوخيمة عليه وحده فقط! وإن كان يعتقد أن الدنيا ستحاول أن ترضيه أو أن العمل سيتوقف جراء إحباطه فهو يعيش في أوهامه الداخلية.. فقد غادر هذه الدنيا الفانية أفراد أكثر أهمية منه، لكنهم ظنوا مثله أن العالم سينتهي بانتهائهم!

Tmadi777@hotmail.com
almadi_turki@

تيار الإحباط!
تركي إبراهيم الماضي

تركي إبراهيم الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة