Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 09/07/2013 Issue 14894 14894 الثلاثاء 30 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لم أستوعب المتلازمة السنوية بين دخول شهر رمضان والانقضاض على شراء مختلف الأطعمة والمأكولات! فما أدركه، وما يدل عليه مفهوم رمضان هو الصوم عن الأكل وليس التكالب عليه!

وفي كل رمضان تعاد الأسطوانة النشاز المصحوبة بالصورة غير الافتراضية والتي يلزمنا التجار بتحويلها إلى عادية وهي (مقاضي رمضان)!! فَلِم نظلم رمضان بهذه الفكرة المنتكسة العجيبة التي تحوّلت لانطباع راسخ وأمر مألوف؟!

وفي الوقت الذي أرفض فيه مصطلح (مقاضي رمضان) وأحاربه؛ يفد إلينا شكل آخر من الانتكاسات يحمَّل لهذا الشهر الكريم ويلصق به قسراً، وهو عروض الأواني والمواعين بأشكال مختلفة، ابتداءً بالملاعق والسكاكين وانتهاءً بالمقالي والغلايات، ناهيك عن أنواع مختلفة من القدور والصحون ومفارش الطاولات، وكأنّ الناس لا يطبخون ولا يأكلون في منازلهم إلاّ في رمضان!

وإن كان من غرابة فهو انسياق الناس نحو مطامع التجار وتحقيق مطالبهم بالهجوم على شراء الأواني، رغم أنّ البيوت تغص بها وبأشباهها!

ولو استمر الوضع على ذلك لتحوّلنا لمجتمع استهلاكي نهم أكثر مما هو عليه اليوم! وقد يتجاوز المرء مسمّيات العروض باسم العودة للمدارس أو الصيف والربيع وبقية الفصول، ولكنه يأسف حين يُقحم شهر رمضان الكريم ضمن السباق الماراثوني للشراء وبالذات ما يتعلق بالأكل، حيث يتنافى هذا الأمر مع المفهوم السامي للشهر الفضيل الذي ينبغي التقليل فيه من كل شيء، حيث هو شهر الصبر والتأمل والتخفف من الأعباء المعيشية! فنهاره قرآن وصيام، وليله صلاة وقيام!

لا أعلم حقاً من جرّنا لهذا الشره الاستهلاكي؟ وقلَب معاني هذا الشهر الكريم لمهرجان من المرح، حيث ظهر لنا مصطلح غريب هو (خيمة رمضان) يتخلّلها سهر ولقاءات مكررة دائمة، وتجاوزت بعض الدول الإسلامية ذلك لجلسات طرب وتدخين وتعسيل حتى مطلع الفجر!

ولعلنا نعود للمعنى السامي للشهر الكريم بالصوم والصلاة وتلاوة القرآن وأداء العمل بإخلاص واستشعار بمضاعفة الحسنات بخدمة الناس، والتخفيف عليهم بتأجيل قبول الدعوة على الأكل سواء عند الإفطار أو بعد التراويح، فهو فرصة للانفراد بالنفس أو الاجتماع مع العائلة. والفهم الصحيح لتفطير صائم بأنها ليست في إطلاقها وإنما قصرها على المحتاج والفقير وليس الغني والميسور، حيث تقع إحراجات للطرفين وما يترتب على ذلك من تكلف في الموائد واستعراض بالطبخات وإرهاق لربة المنزل، وهو ما لا يتلاءم مع هدف هذا الشهر الكريم!

ومثلما حوّلنا مفهوم شهر الصوم؛ ينبغي عودتنا له بشوق وحنين واستشعار!

وكل رمضان ووطنا والعالم بخير!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
مواعين رمضان!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة