Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 10/07/2013 Issue 14895 14895 الاربعاء 01 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عندما تولى أمير السياحة سلطان بن سلمان رئاسة الهيئة العامة للسياحة والآثار كان المشهد السياحي في البلاد يفتقد بشدة لمفاهيم أساسية كمفهوم الإرشاد السياحي. والسياحة البيئية. ولذا فقد كانت من أولويات الهيئة في سنواتها الأولى تأسيس قواعد مهنية علمية راسخة لهذه المفاهيم.

وبالفعل، فقد تم تدريب نخبة من المدربين السعوديين على يد خبراء من الاتحاد العالمي للمرشدين السياحيين والذين تولوا بدورهم تنفيذ دورات تدريبية في الإرشاد السياحي لمواطنين في مختلف مناطق الممملكة. والهدف أن يتولى الخريجون من المرشدين المرخصين قيادة المجموعات والوفود خلال زيارتها للمواقع والمناطق السياحية وتعريفها بتراث بلادنا ومعالمها وشواهد نهضتها وتطورها بأسلوب مهني عالمي. كما يتم تشجيع المرشدين على افتتاح مكاتب ووكالات سياحية تتعاقد مع شركات الحج والعمرة والشركات الأجنبية والقطاعات العامة والخاصة التي تحرص على تعريف ضيوفها بمدن ومناطق الممملكة خلال زيارتهم.

كما اهتم الأمير سلطان بن سلمان بالسياحة البيئية وشجع النزل الريفية، وهي عبارة عن وحدات سكنية على شكل فلل واستراحات تنشأ في مناطق زراعية بحيث توفر لنزلائها بيئة صحية وطبيعية جاذبة لعشاق هذا النوع من السياحة. وتدعم الهيئة العامة للسياحة المشاريع القائمة وتشجع المبادرات الشخصية في هذا المجال وتمدها بالخبرة والقروض والدعم المباشر والتسويق.

مؤخراً كنت على موعد مع تجربتين ثريتين من إنجازات الهيئة في مجالي الإرشاد السياحي والسياحة البيئية. فقد تشرفت كمدرب إرشاد سياحي بتدريب أول مجموعة مرشدين سياحيين في منطقة جازان، ودعيت الى زيارة أول منتجع من نوعه في المنطقة، هو “قرية روابي أبو عريش التراثية”.

وفي التجربة الأولى أسعدني الحماس الذي وجدته عند سبعة عشر متدربا، مروا باختبارات دقيقة وضعتها الهيئة لاختيار أفضل المتقدمين لدورتها المجانية، ولحظت وزميلي المدرب خالد معجب القحطاني، ومساعدنا فريح الشمري من مجموعة الرواد، أن أبناء جيزان يتمتعون كهبة ربانية بأهم مزايا المرشد السياحي من الكرم والبشاشة والثقافة وحسن التعامل، وبالتالي فقد سهلت مهمتنا وتحددت في تعريفهم بتقنيات الإعداد والتنظيم والعرض والتوجيه.

وفي التجربة الثانية فاجأني الشيخ محمد بن عبدالله الجبلي بأنه ليس مزارعاً وصاحب قرية تراثية ونزلاً سياحية فحسب، ولكنه صاحب تاريخ طويل في المبادرات الزراعية. الشيخ الجبلي، وهو بالمناسبة خريج المعهد الأمريكي الزراعي، في الأردن، استطاع خلال عمله في مركز الأبحاث الزراعية في محايل عسير فجازان، ثم كمزارع مستقل، أن يستزرع الأرز والمناجو والباباي. وهو أول من ادخل زراعة المناجو على نطاق واسع في جيزان واليوم يجري التجارب على زراعة القطن. كما أنه، وبدعم من أمارة منطقة جيزان والهيئة العامة للسياحة، يستكمل إنشأ أول قرية سياحية متكاملة في المنطقة، تحوي نزلا زراعيا، وسوقا تراثيا، ومسرحا ثقافيا مفتوحا على نسق مسرح جرش. اضافة الى مزرعته العضوية التي تعتمد السماد الطبيعي ولا تستخدم المواد الكيمائية.

كما التقيت المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان الأستاذ رستم مقبول الكبيسي وأسعدني ماسمعته وشهدته من انجازات وخطط ورؤى لمشاريع قادمة. فهيئة السياحة تتعاون مع الأدارات الحكومية المعنية ضمن مجلس تنمية السياحة الذي يضم خمسة عشر عضوا و يترأسة وينهض به منذ انشائه أمير المنطقة محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، فتساهم على سبيل المثال في إقامة كورنيش جديد، وحدائق عامة، وتدعم القرى التراثية، وتشجع المتاحف والمبادرات الشخصية. وقد بشرني الاستاذ رستم باستعدادت سياحية كبيرة لافتتاح الصالة الدولية بمطار الملك عبدالله بجيزان نهاية هذا العام ووصول زوار المنطقة من دول الخليج خاصة في الموسم الشتوي القادم.

زيارتي الأخيرة لجيزان وما شهدته من تطور وتنمية تبشر بمرحلة سياحية حافلة، آمل أن يواكب ذلك استثمار سياحي موازي خاصة في مجال الفندقة والترفيه، فالسياحة هي الذهب الأبيض الذي لا ينضب، وبلادنا تزخر بالامكانات التي لم تستغل والإمكانيات التي لم تستثمر والمواقع البكر التي تستغرب تأخر المستثمرين.

kbatarfi@gmail.com

أمير جازان وأمير السياحة يعدان بالذهب الأبيض على سواحل تهامة
د. خالد محمد باطرفي

د. خالد محمد باطرفي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة