Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 10/07/2013 Issue 14895 14895 الاربعاء 01 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ورث عن أبيه خصلة الاعتماد على النفس، خاصة انه من الجيل الذي ولد قبل الطفرة النفطية الأولى. تغرب عن أهله للدراسة ثم للعمل. أكسبته تجارب الحياة جدية التعامل مع الأمور. لم يرض بأنصاف الحلول. ثابر في حياته حتى أكرمه الله بالزوجة الصالحة والأبناء والحياة الرغيدة بعد سنوات من التعب والإرهاق.

أراد أن يورث أبناءه نفس القيم التي ورثها عن أبيه. حرصه في ذلك حرص الزارع الذي يتابع زرعه من أول ما يبذر الحبوب في الأرض حتى يقطف ثمار موسم حصاده.

قص علي حكاية ثمينة مع ابنه البكر الذي يدرس في الجامعة. وكيف لاحظ في ابنه سوء تدبيره المالي. لم يبخل عليه في ان يعيد عليه سرد سيرة حياته وتغربه للدراسة التي كانت مكافأة الجامعة تكفيه في مدينة لا يعرف فيها أحدا. وأنه لم يسأل أباه طلبا للمال على الرغم من حاجته الشديدة في بعض الأيام حتى لا يشعر أباه بالخيبة!

لم تفد النصائح في تغيير سلوك ابنه مع المال. فقرر ان يبادر إلى تعليمه كما تعلم من الحياة أو علمته التجارب القاسية التي خاضها. ذات يوم جاء الابن طالبا (500) ريال. سأله: لماذا؟ فأخبره انه سيخرج مع ابن خالته للعشاء خارج المنزل. أبدى انزعاجه بتساؤل مرّ: 500 ريال ثمن عشاء لشخصين؟ فرمى الابن إجابة مستهترة: (تراني طالب 500 ريال مو 5000.. ترا المبلغ يا يبه ما هوب شي)!

صبر على هذه الإجابة ولم ينفعل. ثم واجه ابنه بتحد عجيب. إذا كان يرى في الـ(500 ريال) مبلغا تافها فإنه يتحداه ان يكسب من عمل يده هذا المبلغ وان باستطاعته الاستعانة بصديقه في هذه المهمة. وامهله مدة شهر واحد لتحقيق ذلك. وإذا نجح في مهمته فلن يزعجه أبدا بنصائح حول سلوكه المالي!

لم يتوقع الابن مثل هذا الموقف. فبدا مترددا وهو يسأل: في ماذا أعمل؟ شدد عليه انه لا يهمه طبيعة عمله طالما انه حلال!

مرّ الشهر ولم يحدث شيء. وجد الأب ان ابنه استوعب الدرس فلم يشأ ان يضحك عليه أو يستهزئ بضعفه. لم يرد ان يكسر فيه ما لن يقدر أن يصلحه فيما بعد. أعني (روح التحدي والمثابرة). كان هدفه واضحاً ان يعلم ابنه شيئا مهما في هذه الحياة. ان ما يأتي بسهولة يذهب كذلك!

انتهت القصة بتغير حال الابن إلى الأفضل. ولن تنتهي شكوى بعض الآباء من أبنائهم. ووصف جيل الشباب بأكمله بأنه جيل رخو ولا يعتمد عليه في شيء. لكن الذي رمى التهمة لا يعلم أو يتجاهل انه صاحب المشكلة من الأساس. فما تزرعه اليوم تحصد ثماره في الغد. وطالما لم تعتنِ بما زرعته منذ بدايته فلن تحصد سوى الحسرة!

Tmadi777@hotmail.com
almadi_turki@

جيل رخو..!!
تركي إبراهيم الماضي

تركي إبراهيم الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة