Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 10/07/2013 Issue 14895 14895 الاربعاء 01 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

تفاءل لتسعد!!
فهد بن علي أبا الخيل

رجوع

يعيش الإِنسان في هذه الحياة متقلبًا بين الصفو والكدر، وبين اليسر والعسر، وبين الفرح والترح «فمن سرّه زمن ساءته أزمان!!» ولكن يبقى للإِنسان بريق أمل يضيء له الطريق، وينير له الدرب، ويحمل في طياته الأمل ألا وهو التَّفاؤُل، فهو الخير، ولا يأتي إلا بخير وقد قيل «تفاءلوا بالخير تجدوه».

وهو الصُّورة الإيجابيَّة التي تنقلنا من واقع الحياة البائسة إلى الحياة الهانئة. فالتَّفاؤُل علاج لِمَنْ غرق في وحل اليأس والقنوط؛ فيُشغل نفسه برؤيةٍ لمستقبلٍ واعد؛ لذا فهو ينظر إلى المحن على أنَّها منح، وإلى المصائب على أنَّها مكاسب؛ فلا يتأثر بما يعتريه من كوارث، ولا يسمح لحبال اليأس أن تلتف حول عنقه. والتَّفاؤُلُ يزيد الدافعية، ويوقد الهمّة، ويطرد الكآبة، وعندما نشعر بالظلمة وفقدان الأمل سيشع نورٌ ليخبرنا باقتراب الفرج؛ لذا لا نيأس من فرج، وانبلاج صبح قريب. فاليأس يجلب الكسل ويحبط العمل وقد قال تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} (يوسف: 87)

وكان النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُعمل التَّفاؤُلَ بتطبيقه كما يؤكِّد عليه بقوله، ففي الحديث قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ» (رواه مسلم).

وتفاءَل عليه الصَّلاة والسَّلام في الأسماء كما في غزوة الحديبية عندما جاء سهيل بن عمرو يفاوض عن قريش، فتفاءل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقال: «قد سَهُلَ لكم من أمركم» (رواه البخاري). وفي الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله أن رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- دخل على أمِّ السائبِ، أو أمِّ المُسيَّبِ. فقال: « مالَكِ يا أمَّ السائبِ! أو يا أمَّ المُسيَّبِ! تُزَفْزِفينَ؟ « قالت: الحمَّى. لا بارك اللهُ فيها. فقال: «لا تسُبِّي الحُمَّى. فإنَّها تُذهِبُ خطايا بني آدمَ، كما يُذهبُ الكِيرُ خبثَ الحديدِ» (رواه مسلم).

وقد غيَّر عليه الصَّلاة والسَّلام اسم حَزن إلى سَهل تفاؤلاً بالاسم الجديد، واسم عاصية إلى جميلة، وما فعله صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاة الاستسقاء، عندما قلب رداءه تفاؤلاً بتقلب الأحوال إلا صورة جميلة من صور التَّفاؤُل الذي بجب أن يكون منهجًا لنا في الحياة.

قال الشاعر:

ألا إنما بشر الحياة تفاؤل

تفاءَل تعش في زمرة السعداء

فالنظرة المشتملة على التَّفاؤُلِ هي من أهم عوامل النجاح، وقد تغيّر واقعًا، وتبني مستقبلاً، ويَقشُب ثوب الحياة معها؛ لذا من فََقَدَ التَّفاؤُل فإنَّه سيرضى باليأس الذي يعيق تقدمه في حياته.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة