Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 13/07/2013 Issue 14898 14898 السبت 04 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لم أتفاجأ بالنتيجة التي توصل لها باحث بجامعة الملك سعود بأن سكان مدينة الرياض أكثر عرضة للاكتئاب ممن يسكنون خارجها. وفي حين ركّز الباحث دراسته على الشباب الجامعي حيث جاءت النتائج متماهية مع التوقعات؛ إلا أنني أود أن أضيف ـ بحكم التخصص ـ أن اكتئاب المدن الحضارية يشمل جميع الفئات العمرية والحالات الاجتماعية ولا يقتصر على الذكور دون الإناث كما خلصت له نتائج الباحث الاجتماعي!

والحق أن ظاهرة الاكتئاب باتت تتزايد في المدن عموما، وفي الرياض خاصة، سواء ما كان بسبب التلوث الذي تتعرض له هذه المدينة الزاخرة بالعمل والمكتظة بالسكان، أو بالزحام المروري الذي يولِّد توترا وقلقا يتحول بفعل التقادم إلى اكتئاب، وقد يكون مزمنا. فضلا عن الأجواء الحارة والغبار التي يختص بها طقس المملكة ولاسيما مدينة الرياض!

ولاشك أن للاكتئاب أبعادا اجتماعية واقتصادية وصحية على الفرد والمجتمع، وينبغي الالتفات بجدية لنتائجه السلبية ومعالجتها قبل استفحالها، وللأسف لا أقول قبل وقوعها، فقد وقعت والله المستعان!

ومحاولة للتقليل من المشاعر السلبية التي تنتاب سكان العاصمة؛ يحسن بإمارة منطقة الرياض، والمجلس البلدي ـ على وجه الخصوص ـ إعداد دراسات اجتماعية ونفسية يمكن بواسطتها معرفة مستويات التوتر والقلق والاكتئاب من خلال معايير علمية، والتخفيف منها عن طريق نشر حملات التوعية والإرشاد والتثقيف الصحي والاجتماعي بين أوساط المجتمع، بالإضافة إلى التوسع بإنشاء الحدائق العامة والمتنفسات الترفيهية لسكان هذه المدينة الحبيبة بحيث تشمل جميع الأحياء، والتشجيع على تنمية الصلات بين سكان الحي، وتوطيد أواصر العلاقة بين الجيران حيث يلاحظ تقطع العلاقات الاجتماعية بينهم، فلا يكاد الجار يعرف جاره، ناهيك عن وجود العلاقات المعتادة بينهم كما في بلاد العالم.

واستكمالا لعلاج هذه الظاهرة المحزنة؛ ينبغي السعي لفك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة المركبات ليتمكن أفراد الأسرة من الخروج للتنزه وقضاء أوقات الفراغ بصورة ميسرة ودون قلق، ولا أبالغ حين أجزم بأن الزحام قد يبدد فكرة خروج بعض السكان من منازلهم لتناول وجبة في مطعم، أو التنزه في مكان ملائم!

ولأن الاكتئاب مرض مزمن وقاسٍ، فهو حينئذ لا يقل وطأة عن الأمراض النفسية والجسدية الأخرى، لذا ينبغي من المتخصصين توجيه الناس وإعدادهم لمواجهة ضغوط الحياة نفسيا واجتماعيا، ومساعدتهم وزرع بذور الأمل في نفوسهم، لتنمو أغصان الألفة والانسجام، و.. السلام.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
الرياض الكئيبة !!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة