Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 13/07/2013 Issue 14898 14898 السبت 04 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الإسلام دين محبة وتسامح وصفح وتراحم ومودة. دين سلوك يتجسد في عبادة الله والخضوع له وحده دون سواه، وليس دين كلام وعبارات جوفاء وشعارات فارغة.

العلاقة مع الخالق في الدين الإسلامي علاقة مباشرة بين العبد وربه. علاقة لا تحتاج لوسيط قال تعالى “أدعوني أستجب لكم”. إذا ضاقت الدنيا بالعبد اتجه لخالقه لا هادي سواه ولا رازق غيره ولا شافي إلا هو قال سبحانه: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.

لا رهبانية في الدين. دور علماء الدين تبصير الناس إذا أشكل عليهم أمر من أمور دينهم دون أن يحولوا الدين إلى مجال للتكسب ممن يبحثون عن الفتاوى التي صارت في هذا الزمن سوقا رائجة وتجارة مربحة بواسطة الرسائل النصية المدفوعة الثمن، أو الاشتراك في جوالات المشايخ بمبالغ شهرية، وتم تداول هذه الأرقام في وسائل الإعلام لمشايخ ربما من الدرجة الخامسة في التقييم العلمي يبحثون عن الربح المادي إلى جانب تواجدهم في الفضائيات وما تدفعه لهم من مبالغ خيالية، وسار في نفس الطريق التجاري مفسرو الأحلام والرقاة مستغلين جهل الناس وقلة حيلتهم وتهافتهم السريع على كل مدع.

دأب بعض كتاب الرأي في الصحافة السعودية طيلة السنوات الماضية على التحذير من المتاجرين بالدين، وكشف أساليبهم لعله يُتخذ إجراء قوي يمنع تماديهم الذي وصل اليوم إلى درجة مقلقة. لكن استغلال الدين لم يتوقف على الكسب والتجارة فقط بل تعداه إلى أمور أكثر خطورة، وأبشع أنواعه وأكثرها تأثيرا على لحمة المجتمع وتماسكه ما يؤدي للفرقة بين أبناء البلد الواحد بتصوير البعض على أنهم حماة للدين في مقابل تصنيف الآخرين بتصنيفات لا يقرها دين كشاذ وملحد وليبرالي وعلماني، والهدف في نهاية الأمر خدمة توجهات لا تصب في مصلحة دين ولا وطن، وإنما الحصول على مكاسب سياسية بتشكيل أحزاب سرية بعضها مرتبط بجماعات وأحزاب خارج الوطن بعد أدلجة السذج وجرهم للارتماء في أحضان الطامعين لاستخدامهم كأدوات عند الضرورة، بعد إقناعهم بالتمرد على دولتهم ومجتمعهم حتى تحول ولاء البعض لتلك الجماعات والأحزاب.

لعل كلمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بمناسبة دخول شهر رمضان وتسليطها الضوء على هذا الموضوع القديم الجديد “استغلال الدين” البداية لتحجيم المستغلين والمتاجرين وإيقاف حملاتهم المسعورة التي تزداد ضراوتها في مواقع التواصل الاجتماعي كلما أحدق بالأمة خطب أطلوا بوجوههم القبيحة كاشفين عن توجهاتهم وناشرين لأفكارهم المسمومة وشاتمين كل من يخالفهم الرأي مع التهكم والسخرية مما لا تقبله العقول السليمة. الكلمة جاءت في وقتها وسط الأحداث المتلاطمة مركزة على سماحة الدين ومعانيه الإنسانية والدعوة له دون إكراه، مع التأكيد بأن الدولة لا تسمح بأن يستغل الدين لباسا يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة متنطعين ومغالين ومسيئين لصورة الإسلام بممارساتهم المكشوفة، وتأويلاتهم المرفوضة، لأن الدولة تسير وفق المنهج الوسطي حامية لحمى الإسلام. ومن هؤلاء للأسف دعاة فرقة وهو ما لا تقبله الدولة لأنه يتنافى مع تعاليم الدين، قال عز من قائل {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. هذه رسالة واضحة لمن لديه ذرة من عقل أن يعود إلى رشده ليكون أداة إصلاح في مجتمعه.

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15

مسارات
التحذير من استغلال الدين
د. عبدالرحمن الشلاش

د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة