Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 13/07/2013 Issue 14898 14898 السبت 04 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مع حملة الجوازات الهادفة لإعادة الأمور لمسارها الطبيعي فيما يخص العمالة المنفلتة (المفلوتة) والمخالفة للأنظمة هروباً وتسللاً، احتشدت المئات من العاملات المنزليات والسائقين وغيرهم أمام سفاراتهم وأمام مكاتب الجوازات في مشاهد ملفتة لكل من شاهد المقاطع والصور المتداولة، فما الذي دعا الهاربين والهاربات من الخدمة عند كفلائهم (تحديداً) لهذه المخالفة؟ الجواب بالتأكيد سيتضمن أسباباً عدة، كثير منها غير منطقي أو مبالغ فيه، غير أن هناك سببا أرى أنه معقول إذا ادعت العاملة به وتظلمت ثم هربت، والمنصف لا بد أن يعترف أن بيننا من يجحف بحق العمالة المنزلية ويرهقونها بالعمل الجائر، فإلى جانب مقاطع وصور الهاربات لفتت نظري رسالة كتبها أحدهم على لسان عاملة تتذمر من سوء الخدمة والمعاملة، تقول بعض عباراتها:

يريدونني دائماً مبتسِمة نشطة أصحو مع الفجر بمزاج عال لأعمل ساعات طوال النهار كنساً وتنظيفاً في كل أرجاء المنزل، اغسل ملابسهم (وسيارتهم) أحياناً، أشعر بالتّعب، فأذهب لأحتَسي فنجاناً من الشّاي وما هي إلاّ دقائق فأسمع أصواتَهم تفْتقِدُني، فأُعوِد مسرعة للعمل، يملكون كلَّ وسائل الرّاحة والترفيه، ولديهم عُطلٌ أسبوعيةٌ يرتاحون فيها ويصحون فيها متأخرين، أمّا أنا فطوال السّنة أصحوا باكراً دون أن أكتفي من النوم، أشعر أحياناً بالحنين لأهلي وأطفالي ووطني، على الرغم مما فيه من الفَقر والحرمان، ينعكس هذا على عملي ووجهي فيغضبون مني ويستنكرون عدم ابتسامتي، يعيشون مع أَهلهم وأصدقائهم ويخرجون معهم طَوال الأسبوع يتضايقون لأُمورٍ تحدث لهم، ولكن يريدونَني دائماً مبتسمة، أنا الخادمة التي سخّرني الله لَكم أنا بشرٌ مثلكم، أمر بنَفس أطوارِكم وحالاتِكم، لا أملك ما تملكون جئتكم بلا مال ولا ولد ولا عضيد “فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء”.

وتفيد تقارير صحفية سبق نشرها أن عشرات العاملات المنزليات يحوّلن إلى مستشفى الصحة النفسية (الأمل) قبل أو بعد هروبهن من الكفلاء نتيجة إصابتهن بلوثات عقلية أو عوارض نفسية تعيق استمرارهن بالعمل وتستدعي علاجهن، وتضيف التقارير بأن العاملات يشتكين من ضغوط العمل وسوء المعاملة من بعض الأسر المخدومة وصل الأمر ببعضهن إلى مراحل متأزمة نتيجة الضغوط التي واجهنها قبل الحضور للعمل هنا بالمملكة وزادت بعد الدخول بالخدمة ومواجهة واقعهن لدى بعض الأسر التي لا تقدر إنسانيتهن، وأنهن ضعيفات مكسورات أجبرن على طلب الرزق بهذه الطريقة ولم يجدن الرحمة ممن أقنعهن بالعمل (المستفيد الأول) ولا الأسرة المخدومة.

ونقل أحد التقارير عن إحدى مشرفات المؤسسات الاجتماعية قولها: نوعية الخادمات والسائقين وجودة عملهم اختلفت، ويغلب على الشريحة المستقدمة عدم التكيّف، والجهل بالمجتمع السعودي، وعدم التهيئة، وندرة التدريب المسبق، سواء من مكتب الاستقدام أو الوسطاء، والأهم مما سبق تزويدهم بمعلومات مضللة وليست حقيقية عن العمل المتوقع منهم في حال استقدامهم للمملكة، منوهةً بأنّ خطر هذه النوعية من العمالة يكون متوقعاً على الأطفال.

وأكدت التقارير أن نسبة المظلومين من عمالة المنازل قليلة جداً بالمقارنة بالمخالفين عمداً دون أي مظلومية، وأن العمالة الهاربة لديها مهارة عالية في إخفاء إتقان اللغة العربية، والتظاهر بالجهل بهدف إثارة رب العمل الجديد لطردهم للبدء بمكيدة جديدة.

t@alialkhuzaim

رسالة من عاملة منزلية
علي الخزيم

علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة