في أول يوم رمضاني أغلقت أمانة مدينة الرياض أحد الأسواق الغذائية الكبيرة في حي البديعة. وجاء الإغلاق بسبب شكوى تقدم بها مواطن لوجود (مشمش وبصل) غير صالحين للاستهلاك، إضافة لسمك فاسد، وتم إخراج المتسوقين من السوق وإغلاقها على مرأى من المواطن الشجاع الذي شعر بالغبطة والسرور من إجراء الأمانة المباشر والسريع والحاسم، كما كان له الأثر البالغ في نفوس المتسوقين الذين شعروا بالأمن والطمأنينة.

وهذه الإجراءات جاءت نتيجة طبيعية من تعاون مواطن غيور ذي ضمير حي، ومن أمانة تشعر بمسؤولية تامة عن أرواح الناس وصحتهم! ولا غرو أن تلك التدابير الجديدة والفاعلة ستغير من المفهوم القديم والعبارة العقيمة (ما عندك أحد!) وستعيد الحماس والثقة التي فقدها المواطنون من عدم فاعلية وجدوى التبليغ، كونها لا تعدو عن تحصيل حاصل فحسب! وهذا التصرف الإيجابي من الأمانة يرفع العتب الأزلي عنها حول سكوتها وتخاذلها عن التصحيح ومراقبة الأسواق، وهي بذلك تجعل الكرة في مرمى المواطن ولا عذر له حينئذ، وبكل الأحوال هي بلدنا ونحن مسؤولون جميعا طالما يجد التبليغ أذنا صاغية ويداً تفعل وتطول المخطئ وترده بالنظام والقانون دون تجنٍ أو ظلم! ونأمل أن تحذو جمعية حماية المستهلك حذو الأمانة بالسرعة وحسن التصرف، وتقوم بدور مزدوج، تارة ترتدي ثوب المواطن وتبادر بدلا من المتهاون، وتارة تنبه موظف الأمانة وتتابعه إن تخاذل! ولعلنا نشيد بدور الحاكم الإداري أمير منطقة الرياض الذي أثبت نزاهته وجديته في إدارة الإمارة وإدراكه المسؤولية الملقاة على عاتقه حيث يلاحظ أن المدينة الكبيرة بدأت تتحسن خدماتها سواء فيما يتعلق بالنظافة العامة أو الرقابة الشديدة والدقيقة على المطاعم والأسواق، حيث لا يجير نجاح الحملات الرقابية للأمانة فقط، ولكن الإمارة تعد شريكاً إستراتيجيا مهم، وهو ما وعدنا به سمو الأمير الجديد خالد بن بندر وسمو نائبه، بدليل تراخي بعض أمانات وبلديات المناطق الأخرى عن الاضطلاع بالدور الريادي لأمانة مدينة الرياض.

وفي حين تحسب خطوة الإغلاق جيدة وإيجابية إلا أننا نتساءل نحن المواطنين: ماذا بعد الإغلاق؟ وماهي العقوبات المقررة؟ وهل ستتضاعف العقوبة وتغلّظ في حال تكرار الخطأ؟ وهل تنتظر البلدية التبليغ أم تقوم بجولات استباقية حازمة؟ وهل يكرّم المواطن المتعاون ويكافأ؟ مع التسليم بأنه واجبه، ولكن لتترسخ تلك الثقافة البهية! شكرا للمبادرين.

شكرا لمن هم بمسؤولياتهم قائمون.

شكرا لوطن يحافظ على صحة مواطنيه وساكنيه.