Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 17/07/2013 Issue 14902 14902 الاربعاء 08 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

جميل أن تملك قدرة على تغيير ما حولك إلى ما هو أفضل عبر الكلمات، والأجمل أن تدون ذلك عبر كتاب يصل إلى الآخرين ليشاركوك الرؤية والاستمتاع وربما الإصلاح.. يرى البعض أنه لا ينبغي أن تكتب عن جهة عملك التي عملت بها يوماً بعد تركها، لكنني لا أرى ما يمنع ذلك لأكثر من سبب أحدها أنه ليس من السهولة أن تجد رئيسك في العمل إنساناً ديمقراطياً متفهماً لوجهة نظر من يعملون معه، ثم إنك واحد من هذه المنظومة لا بد لك أن تسير في ركبها فإن صمت فقد صمت عن الحق ولن تفعل ذلك إلا في حالة واحدة، إما أن تكون بارد الإحساس لا مبالياً وإما أن تكون متواطئاً، والحالتان لن تتقبلهما ما دمت تملك ضميراً يقظاً.. سوف تعبر عن رؤيتك وتكتب كل ما يمكنه تصوير وتفنيد الأخطاء حولك، قد يكون في الكتابة جانباً مريحاً إيجابياً للذات لكنك لا تكتب لأجل نفسك وإنما لأجل أهداف أكثر سمواً ونقاء، أنت تكتب لأجل أن تصبح عضواً فاعلاً في المجتمع، تقول “لا” متى استطعت ذلك وبكل ما أوتيت من قوة لأجل التعرف على أسباب الخلل ووضع حلول لها.

في هذا الإطار أتذكر أن كثيرين كتبوا إلى ما لا نهاية عن جهات أعمالهم من أولئك الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - من خلال كتابه (حياة في الإدارة) الذي يعتبر من أروع الكتب التي تناقش قضايا الإدارة المحلية، حيث تضمن خلاصة تجربته إبان عمله وزيراً للصحة.

طافت بذاكرتي هذه الأفكار وأنا أستغرق في كتاب من أجمل الكتب التي قرأتها خلال العام الحالي، (مذكرات موظفة سعودية) لفاطمة فقيه الذي تضمن رؤيتها لبيئة العمل التي عملت بها، حيث كانت موظفة في وزارة الصحة.. الكتاب ممتع وجميل، أسلوبه سلس غير معقد وفي الوقت ذاته تتضح فيه روح المرح والفكاهة لدى الزميلة الأخت فاطمة، فيما يمكن أن نسميه الكوميديا السوداء و(شرّ البلية ما يُضحك) كما يقول المثل.. تقول فاطمة في مقدمة الكتاب (من خلال عملي لاحظت الكثير، فكنت أناقش وأعترض على طريقة الأداء وعلى الأخطاء وكل مظاهر الفساد البادية للعيان، لكن لما أعيتني الحيلة التزمت الصمت، واكتفيت بمحاولة فهم سر غياب الإنسان عن الوعي، سر قبول الناس بمثل هذه الحال..) حتى تقول (حاولت وضع مجتمعي تحت المجهر حتى أتبين تفاصيله واضحة، حاولت فهم واقع الفرد..).

يفيض الكتاب بالكثير من القصص والحكايات التي حدثت أثناء عملها سواء للكاتبة شخصياً أو لآخرين، تراوحت هذه الحكايات ما بين حزينة ومؤلمة وأخرى ساخرة وأخرى تثير العجب والدهشة. من تلك القصص المؤلمة ذلك الكيد الذي يحدث بتواطؤ ما بين المدير وبعض الموظفين والموظفات لأجل الإيقاع بآخرين، هذا غيض من فيض، من اللفتات الجميلة التي تضمنها الكتاب تلك الاستشهادات ببعض الأقوال لبعض المشاهير العرب وغيرهم، الكتاب ممتع وجميل على الرغم مما يثيره من حزن وألم وإحساس عميق بالخيبة. هذه فقط مجرد تلميحات حوله مع اعتذاري للكاتبة وللقارئ إن لم أتمكن من أن أوفيه حقه نظراً لضيق مساحة الزاوية.

فجرٌ آخر
مذكرات موظفة سعودية
فوزية الجار الله

فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة