Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 18/07/2013 Issue 14903 14903 الخميس 09 رمضان 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

* * برز العقاد بدراسة الشخصيات موغلًا في دواخلها تحليلًا وتعليلًا، وحين قرأ المستترَ في تشاؤم “ابن الرومي” وجد أنَّ للفظ دورًا سلبيًا في مسلكه حمله على تصحيفه بصورةٍ تتفقُ مع توجهه المتشكك ففسَّر اسم “جعفر” ب: جاعَ وفرّ، وقال إن مفردة “الخان” لا تدل على النُّزل بل الخيانة.

* * التفافٌ على الكلمة وتقليبٌ لدلالاتها حين التبست ملامحُ مجردةٌ بعلائمَ هاذية فاجتاز مسافةً وأعاقته مسافات، وأثَّرت نفسيتُه المتراجعة على سلوكه الانعزالي فصار منظارُه الأسودُ وسيطَ رؤيته، وكذا نشبهه عندما تتطرف بنا انتماءاتٌ صادقةٌ أو انتفاعيةُ فنحرق البخور حينًا ونجور أحايين، ولا يبدو لنا اسمٌ عابرٌ ك”مرة بن حنظلة” محايدًا بل دافعًا للتوجس كما صنع ابن الرومي.

* * لا يختلفُ المبالغون في المدح عن الوالغين في الذم مع أن المسافةَ بين أعلى عليين وأسفل سافلين طويلةٌ تتسعُ لكثيرٍ من التراتبيات الواصلةِ بين الثناءِ المعتدل والانتقاد العادل كما بين التفاؤل المُفرط والتشاؤم المُقنط.

* * يبدو العاملُ المؤثرُ مرتبطًا بالتربية المجتمعيةِ التي أُشربت تقديسَ شخوصٍ تاريخيةٍ ومعاصرةٍ اتكاءً على قراءةٍ أحاديةٍ مثلما امتلأت بالتحيز ضدَّ شخوصٍ أخرى فصرنا مجبرين على رؤيةِ جانبٍ يتيمٍ لوجوهٍ متعددة.

* * وإذا كانت معلقاتُ المديحِ قد بدأت في التواري استلهامًا من الوعيِ المقتنعِ ببشريةِ القائلِ الطامعِ والمقولِ فيه الطامحِ فإن استبدال نقائض الهجاء بها يشير إلى خللٍ في التوازنِ الذهنيِّ فالسفحُ قمةُ القنوط والذرى قيمةُ الوجود والرقيُّ رهنٌ بحِراكٍ متعددٍ لا تجليات مفرد.

* * بين نقطتي الوصل والفصلِ تمرُّ حكاياتُ زمنٍ غاب وآخرَ آب؛ فمن يُشعل صفين هو من يطفئُ حطين ومن يهدم قبرَ خالد هو من يهيم بمتمِّم ومن يزدري معاويةَ يئد الحلم الكامنَ في آماق طفل وأعماق شاب لا يستوقفهُما حوارُ الإقصاء والإلغاء.

* * يُهمُّنا تطرفُ المحاكمات وحَيدةُ الأحكام فنبدو أدرى بشعاب مكة من أهلها وتتجذر خلافاتٌ مفصليةٌ بين “فريقين” يحجزُهما النفود والأخدود مع أنهما يطلان من نوافذ متجاورةٍ لكنها غيرُ متحاورة.

* * قبل أعوام أجرى باحثٌ مصريٌّ دراسةً استقصائيةً حول تناقضاتِ الكُتَّاب رصد فيها تلون الأقلام في قضايا لا تحتملها مرحليةُ الفكر وتمسُّ مواقفَ عامةً من الحياة والناس لا تتبدل عادةً إلا لمصلحةٍ أو إملاءات، وفي المترجحِ أن متطرفِّي الرؤى هم من يقعون في مثل هذه التناقضات، كما أن المعتدلين يحبون هونًا ويكرهون هونًا فلا تتشخصنُ في وعيهم الظاهرِ والباطنِ معويةٌ مطلقة أو ضديةُ مغلقة.

* * تبقى المفردة “المصطلحُ” سببًا تُشوَّهُ به بعضُ التجارب بوسومٍ سلبيةٍ يقرأُها الموشومون بأخيلة ابن الرومي فيصدقون التلافيقَ المجانيةَ لارتباطها بما يسمى التخلف والتطرف والإرهاب والأخونة والفساد ونحوها فتنشأ مواقفُ حديةً تمدحُ فتُفيض وتقدح فتستفيض ولا ترى الحسنَ والسيئَ معًا كما لا تفتح البابَ والنوافذ متفوقةً على الذات المأزومة ومؤمنة أن الغد صناعةٌ جمعية.

* * الوسطية مطلبٌ مُغيب.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon

المفردةُ المحايدة
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة